كتبت: نور إبراهيم
و ماذا عنك أيتها الحياة أسأبقى هكذا أركض فيكي كركض الوحوش في البرية ولم أنل شيئًا أم ماذا؟ ألم ترين شحوبُ وجهي وهزول ملامحي أمام أيامكِ المجحفة التي لم أتخطاها بعد ألم ترين كيف انخلع ضلعي من موضعه دون حِراك بعد محاولاتٍ لم تنتهِ إلا بالفشل بعد عناءٍ مرير، انظري إلىَّ ها أنا أجلس بكل انتكاسةٍ متحسرة على حالتي البلهاء ولم أجد بوسعي سوى أن أدون خيباتي بعدما كنت أرغب فى الوصول للسموات العلا و الاستلقاء على سحب أمنياتي بغبطةٍ تملئ فؤادى لكن تبدل كل هذا وبكل حسرةٍ أيتها الحياة الليعنة أصبحت أتعايش بين أغوار فشلي و انتكاستي لذكريات الماضي الذى نهبَ عظامي ونخرهَا نخرُا حتى كاد أن يصل إلى النخاع، ها أنا أجلس وثمة صوتان متعاكسان بداخلي أحدهما يُحثنى على النهوض كي أقتحم أسوار حزني التي وقعت أسيرة لها وأن أخترق أقفال خيباتى التي مازالت تقيدني وأحدهما يحفز انكاستى هذه و يحدثني بفظةٍ ” لما ستنهضي ألم ترين تلك الحياة المجحفة التى لم تنلِ منها شيء سوى الخذلان ألم ترين ضياع الأمنيات كشهاب يمر أمامك بهرولة دون أثر يذكر لمَ ستنهضي كي تواجهين تلك الحياة الغير عادلة مرة أخرى أم ماذا؟! كفى هذا فأنتي لم تنلِ الإنصاف من تلك الحياة اللعينة و المشوبة بالسقم بتةً ” يردُ الآخر بكلِ رفقٍ لا تنصتي إليه سيدتي أقسم إليكي أن الحياة ليست مجحفة كما أدعى هذا المنافق أعلم أنك تجدين عرقلةٍ أمام الأيام لكن كل هذا سينجلي يومًا ما فقط انهضي و اقتحمي أسوار الحياة فأنتِ جوادة يا صغيرتي ستهزمين جنود الخوف بمهارةٍ و ستقضين على صفعات الفشل بجدية فقط انهضي؛ يرد الآخر بحدة يكاد صوته يخترق مسامعي ” نعم إنها جوادة لكن لم تنصفها الحياة اللعينة أين هى العدالة حينما كان الحزن مسكنها أين العدالة حينما فقدت أمنيتها فى تلك الليلة المشؤومة أين هو الإنصاف اصمت أيها المنافق و لا تتحدث ” كفى فلتصما أنتما الاثنين لقد انهارت كل قواى معكما اصمتا رجاءً لا أريد سماع شيئًا كفى هذا أصبحت تلكَ الفتاة الجوادة غريبة عن الحياة متكبدة فى عناء الأيام صامتة رغم قسوتها تجاهها نعم لقد كنت هينةً عندها وكذِبَتْ مشاعري حينما ظننتُ أننى لا أهون عليها ها أنا أبكي مبتعدة عن عالمي أخفي دموعي بين سكون الليل الذى أصبح رفيقي الأبدي حتى ذبلت روحي و انقطعت أنفاسى ولا أعلم ما بباطن نهري كلما أخفيته متى يطفو لست أدري متى سأعود و أترك هذا الإنفصام الحاد الذى أصبح يراودني و لست أدري متى أكون أنا مجددًا كل الذى أعلمه أننى أرثيت روحَي منذ فترة و ها أنا أبكي على فقدان عزيزتي ” نور “.
المزيد من الأخبار
هذه لستُ أنا
هل يخشى فقدانك ام لا يقدر قيمتك ؟
من نحن