كتبت: رحمة صالح عمر
سألني أحدٌ ما ذات مرّة، “لماذا تفضلين اللون الأسود؟” فلم أجد إجابة في ذلك الوقت للرد عليه
إلا: لأنه سيد الألوان، ومؤخرا تتكرر ذلك السؤال في ذهني، فما لبثت إلا أن تخيلتُّ بأنني في بقعة حكلاء أتأمل تفاصيلها، فلمست من الجمال ما جعلني أعبّرُ عن ما وجدت.
لا يظهر حبرًا خُطّ عليه، أو خدش طُبع به، أو جرحٌ ألمّ به، يتحمل من أوساخِ البشر، مالا يستطيع لون آخر تحمله.
ينعتونه بالكئيب؛ فأي شخص يريد أن يصف الحزن أو المرض، يتقوقع في صدَفة غمَّ عليها اللون الأسود!
وماذا لو كان كذلك؟!
ربما كان البشرُ على صواب؛ فمن هذه الناحية هو حقًا مخيف!
خالٍ من البهجة، السعادة، الإطمئنان، خالٍ من المرحِ، بدون صُحبةِ أحدِ الألوان!
أتدرون لما؟
لأنه وحيد، لا أحد يربت عليه أو يهتم به لوحده، لا يُلفت ولا يكشف عن ما في باطنه، كانه يربت عن نفسه بنفسه!
مركونٌ بذاته، معترفٌ بنفسه، وعزيز نفس، لا يتطلب العطاء ولا يبحث عن أحدٍ ليكمله، بالرغم من كلِّ عيوبه، جميع الألوان تبحثُ عنه؛ لتتماشى معه، ولأنه تعود على الكرم، فإنه يقدم لهم الجمال الذي يبحثون عنه!
نعم، سيد الألوان، يستحق اللقب أليس كذلك؟
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله