كتبت:سحر الحاج
تمر بنا الأيام والسنين وفجأة تتبدل حياتنا نفقد من كانوا هم مصدر الأمان بالنسبة لنا تشتت جمعنا، تفرق شملنا، صار كل منا ينفرد بحياته لا يرغب بوجود الأخر، هكذا عشنا بقية سنواتنا لا نشعر بوجود من حولنا، ذهبنا نستبق مع مرّ السنين، استقلى كل فرد في بيت لحاله، نزور بعضنا أحيانا؛ وأحيانا لا نرى بعضنا حتى تمر شهور طويلة! لم يبقى في بيت الأسرة الكبير تلك التجمعات والسهرات والليالي الجميلة، تغيرت النفوس وتشوهت القلوب، هذا يحمل حقد وذاك يحسد ويكره دون سبب، الحياة تغيرت تمامًا، أصبح الجار هو أحب وأقرب من أخيك وابن عمك وبن خالك، لكن ما أذكره هو تماسك عائلتي نحن الأخوة لا يهمنا شيء يكفي وجود أمنا وأبونا حولنا، نجلس في الصباح لنرتشف كوب من الشاي ونتبادل بعض الأحاديث والذكريات، نذهب لمدارسنا بسعادة وفرحة كل يوم، تبقي أمي فقط في البيت تطبخ لنا اجمل الطعام و ترتب منزلنا لنعود ونحن منهكين من التعب ونغفو قليلاً، يأتي والدي من العمل يحمل معه أكياس مليئة بالمثلجات والحلوى والطعام، نتقاسم الحلوى معاً. عندما يحُلُ المساء نجتمع من جديد ونحدث أبي وأمي عما دار خلال اليوم، كنا نعيش في سعادة وسلام وفي راحة وحب ووئام، حتى عندما كبرنا تغير كل شيء حولنا مشكلات لا تنتهى قصص مؤلمة تجرح القلوب، صرنا غرباء بين أهلنا، تألمنا كثيرًا بسبب غدرهم وحقدهم.
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله