إن أعظم قوة تملكها هي قوة الاختيار

Img 20240411 Wa0044

كتبت: سارة صلاح

 

” سيكتشف الإنسان عاجلاً أم آجلاً أنه سيد من يهذب روحه، ويوجه حياته”.

 

 

 

 

إن أردت التغيير فلا بد أن تكون أنت صاحب القرار.

 

 

 

 

فالإنسان هو من يقرر أين يذهب، وبماذا سيفكر؟ فالله قد خلقك مخيرا: تختار طريقَ الخير أو طريقَ الشر؛ فأنت لست مجبرا علي فعل أي شيء. وبما أن الله قد خلقك صاحب الخيار؛ فلا تجعل أحدا ينوب عنك في اتخاذ القرار: كأن يختار لك الطريق الذي ستسير فيه: يجعلك ترتبط بحلم ليس بحلمك، يختار لك قسمًا بالجامعة لا تميل إليه، أو أكبر من قدراتك.أن تذهب إلي مكان لا تحبه حتي وإن كان مطعما؛ لترضي من تحبه أو تكون وسط مجموعة من الأصدقاء؛ فتجد من ينوب عنك دوما في اتخاذ القرار. ومن هنا يُلغي وجودك رويدا رويدا. فكان لزاما عليك أن تكون صاحب قرار من أجل وجودك أنت، أن يكون لك أثر في حياتك. واتخاذ القرار يحتاج لقدر من الجرأة والشجاعة والمسؤلية، فعادة ما تجد الشخصية الغير مسؤولة لا تستطيع اتخاذ أي قرار في حياتها حتي في الأمور البسيطة مثل لون الملبس أو نوع الطبق الذي ستتناوله.

 

 

 

 

 

 

 

أما التردد في اتخاذ القرار: متردد، لا يستطيع اتخاذ قرار بسهولة، يجد صعوبة دوما في الوصول لقرار نهائي، عادة ما إذا عرض عليه عمل؛ فإنه قد يتردد لفترة، فهو يركز علي الجوانب السلبية الخاصة بهذا القرار، أو خائف من مسؤلية القرار؛ فالقرار يحتاج لإلزام ومسؤلية وصبر، كأن أقرر بأني لا بد وأن أكون متفوقا باللغة الإنجليزية: فهذا القرار يلزمني بالتخطيط، والعمل الجاد، والاستمرار، والبحث عن أماكن لتعليم اللغة الإنجليزية، أو تعلمه عن طريق الإنترنت، فإن كان غير مسؤول فلن يبدأ أبدا في تعلم اللغة الإنجليزية، أما إن كان جريئا، شجاعا، فإنه من بعد قراءته لهذه الجملة فسيبدأ علي الفور باتخاذ قراره لتعلم اللغة التي يحب تعلمها أيا كانت النتائج. واعلم بأن التردد وعدم المجازفة قد يضيع منك فرصا كثيرة: علي سبيل المثال: أنت تحب فتاة ما، وتعجبك أخلاقها، وأخلاق عائلتها، لكنك متردد في التقدم لخطبتها خوفا من رفضك؛ لأنك لا تملك المال الكافي بعد، لكنك في ذات الوقت تخشي أن يتم خطبتها فلا تكون لك ، وأنت هنا لديك خياران إما أن تكون شجاعا وتجازف وتتقدم لخطبتها، حتي وإن رفضت، فقد حاولت، وإما ألا تتقدم لخطبتها فيتآكلك الندم إن خطبت وضيعت فرصتك.

 

 

 

 

ومن هنا جرب أن تجازف باتخاذ قرارات إيجابية حتي وإن كنت خائفا، أو شعرت بأنك غير مسؤول كفاية لاتخاذ القرار. واعلم بأن اتخاذ القرار يرتبط بالإداريين والقادة، فأي قائد أو زعيم تجده يستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة، فيه من الجرأة والشجاعة ما تؤهله لا تخاذ أي طريق دون خوف، وذلك بالطبع بعد التفسير والتحليل : فهو يفسر الجوانب الإيجابية والسلبية، ويحلل كل النقاط، فهو ليس بمندفع ولا بمتهور في اتخاذ القرار، ولا بطيء في اتخاذ الفرار؛ حيث أنه وسط بين السرعة والبطيء، أي معتدل في اتخاذ القرار. وكذلك أنت أيضا شخص قيادي إن قمت باتخاذ القرار ولست مندفعا ولا بطيئا جدا في اتخاذه. إن شعرت بأنك أرهقت ذهنك في التفكير في قبول أمر ما فاترك هذا التفكير فورا وحول فكرك لشيء آخر كالتصفح الإيجابي علي الفيس بوك، حتي يصفو تفكيرك وتهدأ أفكارك، وأثناء تصفحك سيبدأ عقلك في إرسال الحلول لك.

 

 

 

 

 

 

 

فتحقيق الأهداف يحتاج لقرارات والهدف بدون قرارات لن يتحقق: قرار لتجميع معلومات عن الهدف، قرار للسبل والطرق التي ستتخذها لتحقيق الهدف، قرار للتخطيط والتنفيذ والتنظيم.

 

 

 

 

إذن نستنتج: إن أنت لم يكن لك دورًا في اتخاذ أي قرار؛ فأنت غير موجود حتي الآن. أما إن أردت أن تكون موجود فابدأ باتخاذ القرار.

 

 

 

 

 

 

 

قوة القرار:

 

 

 

 

القرار يكون فعالا وقويا في مواطن ثلاثة ذكرها دكتور إبراهيم الفقي في كتابه “أسرار القوة الذاتية “:

 

 

 

 

 

 

 

1)الإحباط: انقلبت حياتك رأسا علي عقب عندما توفي أبيك، وترك إليك مسؤولية بيت كامل، كما أنك ما زلت تدرس بالجامعة، فاضطررت للتفكير في حل لهذه الأزمة؛ فقررت البحث عن عمل، وما إن رأيت مكانا يبحث عن شخص مل للعمل حتي بحثت عن ماهية العمل ووجدته يناسبك، فتقدمت علي الفور. ومن هنا نستنتج بأن الإحباط كان سببا رئيسيا في اتخاذه لقرار لم يسبق له بأنه اتخذه: فقد نزل الشاب للعمل وهو أمر جديد لم يفعله في حياة أبيه، وكان هذا القرار بمنزلة المسؤولية التي كانت لزاما عليه نتيجة الإحباط. ونتعلم من هنا أن من الإحباط قد يتولد الأمل: فحول احباطاتك لطريق جديد كله مسؤولية ولا تهرب من احباطك لطريق قد يؤدي بك للهلاك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2/الإلهام (الوحي): كم من شخص فينا قد ألهمه شخص آخر لعمل ما، أو لفكرة ما، مواقفك مع أصدقائك قد تلهمك لفكرة ما أو تغير أفكارك سواء للإيجاب أو السلب، لكن سنركز علي المواقف والأفكار الإيجابية التي ألهمتك وغيرت من أفكار: قد يرسل إليك شخص مقطعا صوتيا يغير أفكارك ومعتقداتك، يجعلك تتخذ قرارات جديدة، كلمة واحدة من شخص ما قد هزت مشاعرك وغيرتك للأفضل.

 

 

 

 

تذكر المواقف الماضية سواء من الجمل التي أثرت فيك من الكتب أو الأصدقاء والقرارات التي اتخذتها حينها نتيجة هذه الأقوال والرسائل الربانية: أغلق عينيك الآن وتذكر موقف من الماضي قد أثر فيك للإيجاب وجعلك تغير أفكارك:فإن توصلت للموقف وشعرت فيه بكل حواسك، فاحكم قبضة يدك، وقل لنفسك أستطيع القيام بذلك وهكذا كرر التمرين كل يوم حتي يرسخ الهدف والقرار بذهنك. واعلم بأن الالهام أو الوحي هو رسالة كل الأنبياء والرسل، فكل رسول أو نبي فهو موحي إليه من الله، فالله يلهمه ويغير أفكاره إما عن طريق كتبه السماوية أو كلامه معهم: فكلم الله موسي تكليما. فلا تهمل جانب الإلهام من أفكارك وقراراتك أبدا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3/ الخوف: إن الخوف حافز هام لاتخاذ القرارات: يدفعك خوفك من أن تفوتك الفرص وألا تحظي بمثل هذه الفرص لاتخاذ قرارات. خوفك من الفشل يجعلك تجتهد، تذاكر بجد خوفا من ضياع مستقبلك. الخوف من ربك يدفعك لاتخاذ قرار القرب منه لكن خوفك من الله مقرون بالرجاء في رحمة الله وكذلك حبه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نستنتج أن: الإلهام والخوف والإحباط يدفعك لاتخاذ قرار قوي وفعال. كما لا تهمل جانب ذوي الخبرة، فاستعن بهم أيضا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يختلف الأشخاص في كيفية اتخاذ القرار:

 

 

 

 

يستخدم الأشخاص استراتيجيات مختلفة لاتخاذ القرارات: فهناك الشخص:

 

 

 

 

١)المندفع في اتخاذ القرارات: بدون التفكير في أي جوانب يتخذ القرار وهذا عواقبه قد تكون وخيمة، كصاحب شركة قد يندفع في اتخاذ قراره دون النظر جيدا فيسبب ذلك في انهيار الشركة.

 

 

 

 

 

 

 

2/التفكير والتحليل: يدرس الجوانب الإيجابية والسلبية جيدا، ولا يكون بطيئا جدا في اتخاذ القرار ولا سريعا جدا، وإنما يكون قراره وسطيا بين البطيء والسرعة، وكذلك لديه بدائل أخري إن لم ينجح قراره؛ فهو مخطط لكل شيء.

 

 

 

 

 

 

 

الخلاصة:

 

 

 

 

* كن جريئا في التغيير، تحمل مسؤولية نفسك وقراراتك، كن أنت المحفز لنفسك.

 

 

 

 

*استعن بالله بأن يعينك علي الطريق وأن يهديك للقرار السليم.

 

 

 

 

*استعن بذوي الخبرة، وصاحب الأخيار منهم؛ فتنهل من علمهم

عن المؤلف