كتبت: عفو رمضان
وطلب الضابط من مساعده أن ينادى على التالى، ولكن طلب منه أن يبدأ بدكتور أيمن، فهو كان يُرَكَّز على الدكتور أيمن الذى كان موجودًا فى الغرفة قبل وقوع الجريمة ولديه ظروف غريبة تحيط به لذا، فهو كان يثير ريبته.
ولكن قبل أن تتم مناداة الدكتور أيمن وصل الدكتور إيهاب ليتحدث مع الضابط أمجد.
الدكتور إيهاب وهو دكتور ضمن الفريق الجنائى نظر إلى الضابط أمجد وقال: في بادئ الأمر وما وجدته اليوم عدة أشياء غريبة.
أولا: الدكتور أيمن دخل في غرفة العصافير الملونة الساعة التاسعة ونصف وتحركاته كانت مريبة بعض الشيء، فقد وقف بجوار اللوحة الإلكترونية فترة وجيزة، ولكن لا مبرر لها أيضا وجدنا ظل لشخص وُجود في الغرفة، ولكنه تجنب كاميرات المراقبة تماما لدرجة أن ما سجلته كاميرات المراقبة ظله فقط، ولكننا نعمل على تحديد سماته الثانية من خلال تحليل ظله، وهذا كان أكثر ريبة؛ لأنه دخل وخرج دون أن تلتقطه كاميرات المراقبة، وهذا كان في الساعة العاشرة وأربعين دقيقة، وهذا الشخص المجهول يثير الريبة أكثر بكثير حينها، وبعد سماع الضابط أيمن لكلامه طلب منه أن يريه بنفسه كل ما قاله وأخذ منه نسخة من تلك التسجيلات، وبعدها طلب من مساعده أن يحضر الدكتور أيمن أولا.
مساعد الضابط ينادى على الدكتور أيمن وبعدما دخل الدكتور أيمن اُسْتُجْوِب من قبل الضابط أمجد.
الضابط: تفضل بالجلوس أريد منك الإجابة عن بعض الأسئلة.
ضابط الشرطة: ما اسمك بالكامل؟
الدكتور أيمن: اسمى أيمن محمود صالح.
ضابط الشرطة: دكتور أيمن أنت كنت على دوام في ليلة الحادث، صحيح؟
الدكتور أيمن: حضرتك تعلم جيدا أنى كنت أعمل في تلك الليلة.
ضابط الشرطة: يا دكتور ده تحقيق، ويوجد أسأله لا بد أن تسأل فرجاء تعاون معى، وجاوب على الأسئلة الدابة واضحة وقاطعة دون اعتراض، ما الوقت الذى بدأت فيه العمل؟
الدكتور أيمن: بدأت العمل في الساعة 9 صباحاً.
ضابط الشرطة: هل دخلت غرفة العصافير الملونة أمس؟
الدكتور أيمن: نعم دخلت كان من ضمن مهامى إعطاء العصافير ترياء بماء شربهم، وهذا كان سبب دخولى ومثبتاً بأوراق رسمى.
الضابط أمجد: أتدرى يا دكتور ما الذى يعجبنى فيك؟
الضابط: دكتور قل ماذا؟
الدكتور أيمن: ما الذى يعجبك في؟
الضابط: هدوؤك وثباتك الانفعالى ونظامك في سرد الأحداث بترتيب والأدلة أتدرى لو كل من استجوبهم هكذا كنت حليت أصعب قضية في عشر دقائق.
الضابط: دكتر أيمن قل لى، لاحظت أى شيء غير عادى في تلك الليلة في غرفة العصافير، أو في الطابق نفسه قبل دخولك؟
الدكتور: لا، لم ألاحظ أى شيء غير عادى.
ضابط الشرطة: ولكنى أنا لاحظت شيئاً غريباً دكتور أيمن وأنت بالغرفة وقفت عند اللوحة الإلكترونية فترة بدون مبرر فلماذا فعلت هذا؟
دكتور أيمن: أنه حصل فعلا، ولكن بصراحة اكتشفت أن سحاب بنطالى كان مفتوحاً، فقفلته قبل مغادرتى، فصادف مكاناً وقوفى بجوار اللوح الإلكترونى.
الضابط أيمن ينظر إلى مساعدة ويقول: أرأيت ما في سؤال إلا وأجاوب عليه الدكتور.
الدكتور أيمن: حضرتك أجوبتى حاضرة لأنى بقول الحق هذا ما حدث فعلا.
الضابط: هل شاهدت أى شخص غريب أو غير مألوف في المبنى يا دكتور؟
الدكتور أيمن: لا، لم أشاهد أى شخص غريب، ولكن في عدة أشياء حدثت غريبة كما قلت لك من قبل.
ضابط الشرطة: أكمل كلامك يا دكتور وقل ما هى بالتفصيل؟
الدكتور أيمن: أولا الدكتورة سيادة كانت محاولاتها لأنقذها سليمة ومرتبة، وهذا دليل على أنها كانت تفكر جيدا إذا لماذا لا تضغط على زر رذاذ الماء؟ برغم أن من هذا الفعل كانت ستنقذ؛ لأن هذه العصافير نقطة ضعفها هى الماء فهى لا تستطيع مواجه الماء، وكانت ستهرب وترجع إلى أقفاصها وبمجد دخلها كان الحاجز الفولانى سيغلق على العصافير تلقائيا، وكلنا نعلم هذا بيما فينا الدكتورة سيادة؟
ثانيا: مكان وُجود الجثة كانت في وسط الغرفة، برغم من اختباء الدكتورة بجوار الباب قبل أن تعطل الكاميرات فما الذى دفعها للخروج من مخبئها؟ أيضا كان وجهها مقابلاً للسقف، بالرغم من أن ردة الفعل الطبيعى أن يكون وجهها مقابل الأرض أيضا، لقد شاهدت خيالاً لشخص قبل دخول الدكتورة، ولكن الأغرب أن الدكتورة، وهى تقف بجوار القفص كان الظل المرتد لها لشخصين لا لشخص واحد.
الضابط: والله هى ممكن يكون من شدة توترها نسيت وجود زر رذاذ الماء.
الدكتور ايمن: صعب هذا ليس من شيمها فمن ستة اشهر وقع هنا حادث حريق شاهده من تسجيلات المراقبة وستجد ان الكتورة سيادة هادئة جدا وتتصرف بحكمة شديدة خلال الازمات و الكوارث ايضا من صاحب الظل الذي كان بجوارها؟ ومن صاحب الظل الذي دخل وخرج قبل دخولها؟ وكيف تفادي كل كميرات المراقبة وكاميرة المصعد كيف عطلت بعد دخولة وكيف اصلحت بعد خروجه أليس كل هذا غريب؟
الضابط: متي شاهدت كل هذا؟
الدكتور: قبل ان تاتي الشرطة.
الضباط: دكتور ايمن تقدر تنصرف الان وجميع ملاحظاتك سنضعها في الحسبان واذا احتجناك سنستدعيك.
انصرف الدكتور ايمن دون كلام وبعدما غادر نظر الضابط لمساعده وقال:الم تلاحظ شيء غريب؟
مساعد الضابط: هدوئه المبالغ فيه.
الضابط: لا بل ترتيبه ونظامه في السرد وملاحظته وطريقة جمعه للادلة كلها.
مساعد الضابط من الممكن ان يكون شخص سريع البديهة.
الضابط: ومن الممكن ان يريد تشتيتنا وابعاد الشك عنه.
ثم نظر لضباط اخر بجواره وقال له: اجمع تسجيلات المراقبة لحادث الحريق ايضا اريد تحريات دقيقة عن الدكتور ايمن والدكترة سيادة اريد ان اعرف كل شيء عنهم حتي دوافعهم النفسية.
وتتواصل التحقيقات وتحليل الأدلة المتاحة، وفى الأيام المقبلة تُطَوَّر نظرية جديدة تشير إلى وجود مؤامرة أكبر وراء الحادثة، ويُوَجَّه الشكوك إلى شخصيات أخرى لم يتوقع الشك فيها وتتوالى المفاجآت والتحولات فى القصة.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة.
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه