كتب: هاني الميهى
يصرُخ الرجُل مُستنجدًا بالعوّام أن ينقذُوه مِن قبضة المصريّ..
يتقدم “مُوسى” بيّن الحشُود مُخترقًا صفُوف المُشاهدين والمارة، فيقبضُ قبضتهِ مُوّجهًا إياها بصدرُ المصريّ الذي يسقُط عن فوّرهِ بيّنما تعُم الفوّضى بالمكان، ويهرب الجميع بيّنما يقف مُوسى وحيدًا وتحت أقدامهِ المصريّ الساقط أرضًا مِن مُجرد قبضة يد “مُوسى” الذي جثى فوّق رُكبتيّه يستطلعُ جسد المصري..
مات، لقيّ مصرعهِ مِن مُجرد قبضةُّ يد “مُوسى” عليّه السلام الناظر للجميع فإذا بهم جميعًا يهرعُون هربًا بعيدًا تاركين إياه وحيدًا..
أعتقد “مُوسى” أنّ الشخص الذي قتل لأجلهِ الجُندي، ثائرًا ضد المصريين مِن بني إسرائيل، وأنه بهذا فعل انتصر لأهلهِ ضد فرعوُّن، وأنهُ بأعماق نفسهِ صار بطلاً شعبيًّا ينتصر للحق فوّق الباطل..
تضرُب الطبُول السوّق ويملأ المكان جنُود “فرعوّن” يطلبُون رأس القاتل..
أدرك “مُوسى” أنهُ لا يُمكنهُ الآن العوّدة للقصر، فأختبئ بنفس المكان الذي وُلِد فيهِ “غريبًا” فيعُود غريبًا هاربًا..
أنا هنا عايزك تحسّ بالنبيّ “مُوسى” الذي ولأول مرة وجد ضالتهُ بالدُنيّا والآن على وشكَ أن يفقدها، يصدُر “فرعوُّن” أمرًا بإلقاء القبض على “مُوسى” وإعدامهِ جراء قتل المصريّ…
فإذا بمُوسى بمنزِل “أمهُ” المريضة مُتفاجئًا بأنها تحتضر تُوّدع الدُنيّا..
الآن “مُوسى” عليّه السلام بيّن سندان الحاكم وقلبهِ المُعلَق بأمهُ..
بصباح اليوّم التالي يخرُج للسُوق مُلثمًا مُختفيًّا وسط العوّام فيرى نفس الشخص يتشاجر مع جُنديًّا آخر فيسأل العامة عن هوّية الرجُل فيتضح أنه “سارق” وجنُود فرعوّن يُحاولون القبض عليّه..
يتبع الجزء السابع
ا
المزيد من الأخبار
صرخات أصحاب الأخدود تعود في خيام النازحين
حكاية ارض
حكاية ارض