كتبت: سارة صلاح
من فطرة الحياة أن هناك نصفًا آخر سنلتقيه يومًا ما، نلتقيه بالطريقة التي قدرها اللطيف الخبير.
حينما تلتقي الأرواح المقَدَّر لها ذلك؛ فإن الروح ترفرف من مكمنها، تريد النفاذ سريعًا إلى قلب شقها الآخر كما يقولون، تشعر أن العالم من حولها قد توقف، أنه لا يوجد سواهما يتنفس بالمكان، فأصبح صوت تنفسهما مسموعًا، دقات قلبهما كما الطبول، تخفق بشدة، أصبحت العيون مضيئة متأهبة لاقتناص نظرات – بالحلال- عابرة، والجسد ينتفض؛ فهذا الشعور غريب عليه، وهو شعور لذيذ أيضًا رغم وجعه.
تشعر كل روح بأن الروح الأخرى هي مصدر تنفسها، أن الحياة دونها بلا طعم أو معنى؛ فما إن تبتعد أحدهما عن الأخرى؛ فإنهما يشعران بوجع شديد يشبه انتزاع الطفل من رحم أمه، فكان كلاهما سكنًا ومأمنًا للآخر.
كانت الأرواح المقدر لها أن تلتقي أو تشعر بالقبول ناحية الروح الأخرى-تعيش حياة حياة هانئة منغمسة في الهيام؛ فكل روح تحتضن الأخرى في حزنها قبل فرحها، تعرف كيف تحدثها وكيف تريحها؟
تشعر الأرواح المحبة غالبًا أنهما ملكًا لبعضهما البعض، وأنه لا يحق لأي أحد أن يأخذهما من بعضها البعض؛ رغم أن هذا أسلوب خاطيء، لكن على الأغلب جميعنا هكذا.
تتمنى ألا يفنى من تحبهم، أن يعيشوا دائما ولا يصيبهم أي مكروه، أو أن تُتَوفَّى قبلهم؛ فلن يحتمل قلبك أن ترى انهيارهم بعينيك.
أيمكن أن تتناسخ أروحنا؟
أن نموت؛ ومن ثم تخرج أرواحنا للحياة مرة أخرى، أن نرى محبينا مرة أخرى بعد وفاتهم، وأعلم أن هذا لن يحدث في الحياة الدنيا؛ إلا أني أتمنى أن أراهم ثانية، ألا يموتوا أبدًا، أن تتناسخ أرواحهم في كل عام، أن يكون سكني دائما، ألا يفنى أبدًا؛ لكن هذي سنة وحكمة الله في عباده؛ فإن لم نلتقي في الدنيا؛ فهناك ملتقى آخر؛إنه ملتقى الآخرة حيث يجتمع الأحباب والرفاق، وهذا هو عدل الله في عباده، وهي الهدية لعباده الصالحين.
المزيد من الأخبار
كفى بالموت واعظًا
من أجلي
لا تُنفق مالًا في معصية