17 سبتمبر، 2024

خَطبٌ يتبعه فَتح

Img 20240401 Wa0065

كتبت: رشا بخيت 

لم تكن فلسطين بالنسبة لنا مجرد قطعة أرضٍ احتلها عدو غاصب، ينتهي المشهد، وينفد المأسَىٰ إذا رحل أو غادر، لا!

فلسطين في قلوبنا دين ومنهاج وعقيدة وإيمان، هي الأرض التي وطأتها أقدام رسلنا، هي البقعة المقدسة التي قُدِّست بِسكن من كان بها من أنبياء الله، هي أقصانا ومآونا، ومصلَىٰ رسولنا وحبيبنا، أرض المعراج التي عرج منها إلى السماء ﷺ.

إن القضية الفلسطينية حدث زُلزِل في عقولنا وقلوبنا، كان كافيًا ووافيًا؛ ليكشف لنا معدن الطَّيب من الخبيث أشخاص وبلدان، قد مرَّت القضية الفلسطينية بعددٍ لا يُحصَىٰ من التحولات البطولية، كشفت عن كمٍ من التنازلات العربية، فقد طُمِس المُبتغَىٰ، وضُلَّ السبيل، وخُذِل الابن والخليل.

أي أخوةٍ ترضَى بقتل إخوانها، وهدم بلدانها، أي دمٍ يجمع بين أناسٍ أغمضت الطرف عن انتهاك حرمة إخوانها؟

أي قهرٍ يُضاهي حال صِغار غَزَّة، وهم يكتبون أسمائهم على راحة أيديهم كون استشهادهم يتم التعرف على أشلائهم، لا نعرف مِن مَن نعتذر، ومَن نعاتب؟!

لكن جلّ ما نعلمه أن الشعب الفلسطيني لقَّن العالم وفي مقدمته جُبناء الأمة معنى الدفاع عن الكرامة، والأرض والعِرض، وإن كلفتهم حياتهم دون حسابات مُسبقة، إن القضية الفلسطينية لم ولن تغيب عن ضمائرنا، هي ليست قضية ثانوية، ولا مسألة هامشية، إنما قضية ترتبط بدينٍ وشرع، ما من مسلمٍ مهما بلغ رجسه في الخيانة والتخاذل إلا ويجد في سويداء قلبه غَصّة أليمة لما لحِق فلسطين وأهلها، إن القدس لعاصمة فلسطين، ولا عاصمة لفلسطين سوى القدس، فكيف يفترون أرذل الناس، ويقولون أن القدس عاصمة لمَن يظنون أنهم دولة، هم مجرد ظلام يستبدون، وبإذن الله سيُبَادون، النصر آتٍ لا محالة لا يخفَىٰ علينا سوى وقته، فالله وعدنا بالنصر لا بِرجاله.

 

 

عن المؤلف