كتبت: رشا بخيت
واقعنا اليوم يُحتم علينا مناقشة قضية مهمة، فهي تُشبه ثغر هلاكنا، وتبدد مُجتمعنا، السنوات الأولى لِلطفل هي الأكثر تأثيرًا في حياة الإنسان بل ومصير مجتمعه سواء كان سيُغرقه نفعًا أم يُهشِّمه أرضًا، إنَّ ربيع عمر الطفل هو دعامة ومرآة لِما سيؤول إليه مستقبلًا، قيم الفرد ومعتقداته تُغرس بِقلبه، وتُدرَج بِعقله، ويُجدي نفعًا السير على نهجِها، اليوم عُلِّق بالذهن المشاهدة، وحُبب للطفل الاستماع فضلًا عن المناقشة، استحوذت على فكره تلك البرامج التي تُشبع رغبته في الاستكشاف، وتُرضي ميوله للمغامرة، البرامج كأي شيءٍ بها النفع وغيره، تارة تكون منحةً للطفل تُنمي مُدركاته المعرفية، وتُثري ذهنه بأفكارٍ علمية، وتشجعه على النقاش والبحث عمَّا لا يعرفه حتى يعرف؛ فيستفيد ويُستفاد منه لاحقًا، وتارة أخرى مِحنة يشقَىٰ بها، ويبث قيمه الهدَّامة فيما بعد، فالطفل يتأثر مباشرة بما يتلقاه في طوره الأول، كل متنٍ تربوي سليم يُؤسس في تلك المرحلة التكوينية، ولنا في واقعنا اليوم أسوة سيئة لما حالت إليه عقول أبنائنا، وتدني معتقداتهم، واندحار قامات فكرهم، وكل هذا جراء ما يشاهدونه من برامج غَربيةٍ أُلبست وشاح المحلية، تُذاع البرامج الهدَّامة للثقافة العربية، ويجعلون من الشخصيات الإجرامية قدوة، ومن العزلة نمطًا واقعيًا، على الأباء المزج بين البرامج، وتوعية الأبناء، ومراقبة سلوكياتهم، وتقويم قيمهم ومعايرهم، فلا خير في أمَّةٍ شُيِّدت على أسسٍ واهية.
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله