كتبت: هاجر حسن
أجمل ما يسمو بالروح، ويبُث بها السكينة، هو ‘الدعاء’. ‘وقال ربكم ادعوني أستجب لكم’.
ومن أبواب الدعاء، الدعاء للغير، فقد حثنا ديننا على فعل ذلك، فقال الله تعالى: ‘وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ’”.
الدعاء بظهر الغيب أمر مختلف؛ أن ينطق قلبك قبل لسانك لأجل أحدهم شعورًا مختلفًا.
كأنك أرسلت له مظلة من السماء تحفظه أينما ذهب، كأنك فتحت له أبواب تحقيق أحلامه، فتتساقط عليه أفراح لا يدري من أين أتت له.
كأنك تنجيه من فزعٍ مر به، فيهبط عليه أمان يطمئنه، دون أن يعلم أنه دعاء بظهر الغيب من السماء من قلب أحدهم أرسل له.
الدعاء بظهر الغيب محقق، مجاب، وياله من شعور يؤثر الفؤاد؛ أن تكون سببًا في تحقيق أمنية أحدهم دون علمه، أو تفريج عُسرًا لديه، ولا يعلم من أي جه أتى الفرج.
والأمر لا يقتصر على ذلك فقط، بل لك نصيبًا من دعائك لغيرك، بل لك ملكًا يقف فوق رأسك يأمن لك ويدعو لك بمثل ما دعيت لغيرك.
ولا أجد أي حروف أو كلمات تصف هذا الإحساس والشعور، الذي يؤثر الروح ويطيبها، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: “دعوةُ المرءِ المُسلمِ لأَخيهِ بِظهرِ الغيب مُستجابةٌ، عند رأسِهِ ملكٌ مُوكلٌ كلما دعا أَخيهِ بخيرٍ قال الملكُ المُوكلُ بِهِ: آمينَ، ولكَ بمِثلٍ’”.
في الدعاء للغير، نجد أن البعض تدعو له لأن جزءًا من روحك معلقٌ به، فأينما ذهبت تتذكره بالدعاء.
والبعض الآخر تدعو له لأنه قلبك أحبه، فأرسل قلبك لعقلك فينطق لسانك له بالدعاء،
وآخر تدعو له، لأن الله فقط أراد له الخير فأرسل اسمه في سجودك، فانطق لسانك له بالدعاء.
وفي جميع الحالات، اعلم أن من تدعو لهم بظهر الغيب تم لأن الله أراد…”
نسأل الله أن يكون دعاؤنا نورًا لنا ولمن دعونا لهم.
المزيد من الأخبار
الذاكرة والهوية
“رسائل الأنفوشي” من روائع الكاتب يوسف محب معرض القاهرة للكتاب 2025 مجلة إيفرست
سنن يوم الجمعة