كتبت: سحر الحاج
مرت سنوات بعيدة منذ آخر مرة رأيتك فيها، كنت لي بمثابة الحائط الذي استند عليه، أحاديثك همساتك، عينيك العسليتان، وجهك البرئ وكأنه وجه طفلاً مازال يتكئ على يد أمه ليخطو أول خطوات حياته وهو يضحك والفرح والخوف يملأ تعابير وجهه؛ هكذا أراك دوما، لا أدرى ماهو سر ذلك! أنفاسك الساخنة خلف أذني عندما تهمس لي بكلمات لا يفقها غيرنا، سيرنا معًا نتجول في الباحات وشواطئ المحيط الشاسع، جلسات السهر وليالي السمر التي قضيناها معًا، كل تلك الذكريات ما زالت محفورة بذاكرتي، لا أنسى أبدًا كف يدك الدافئ وهي تقبض على يدي لتمسك بها؛ حتى لا أتعثر في سيري، قلبك الحنون ورقة صوتك وعذوبته، نظراتك ذات المغزى الدفين الذي لا أجد تفسير له! لهفتك لسماع خبر أول مولود لك، وصراخه يعلو تنزل دموعك بفرح مهللا ومكبرا، تحمله بين يديك وتضمه لحضنك مقبلًا إياه، ترفع نظرك عنه ليتوجه نحوي، وأنا في حالة بين الشعور وعدم الشعور شيء يصعب علي تفسيره، تتقدم نحوي وأنا راقدة تهبط برأسك وتضع قُبلة هادئة على جبيني، لرأى فوج من الدموع يختلج مع عبراتي، بعدها تضع مولودنا على صدري لضع له أو قُبلة ينالها مني، ذكرياتي تجول في خاطري إلى متى يظل الإنسان يتذكر أجمل أيام حياته! وأتساءل أحيانًا كثيرة لماذا لا يبقى الماضي جميل كما هو؟ هل ما زلت تذكر ياترى؟ وكيف حالك؟
المزيد من الأخبار
في الحوش
إليك ياأبي
إما الأولوية أو العدم