كتبت: عفو رمضان
في صباح اليوم الآتى وحضور العاملين فى الشركة، تكمن مهمة السيد عزت فى الصعود إلى غرفة العصافير الملونة لترتيبها، وعندما وصل إليها شاهد تسرب دماء من تحت بابها على الأرض، فظل يصرخ باسم الدكتورة سيادة حتى جاء الجميع إليه، وكاد الحج عزت أن يفتح باب غرفة العصافير الملونة، ولكن تدخل الدكتور أيمن ومنعه.
د. أيمن: إذا كنت تشعر بوجود خطر فى الغرفة، فلا تفتحها بدون تأنى وحذر، فذلك قد يؤدى إلى كارثة لنا جميعاً.
حج عزت: الدكتورة سيادة بالداخل تلك الدماء هى دماؤها افتح الباب بسرعة يا دوكتور.
د. أيمن: أولا نراجع كاميرات الغرفة يا حج.
وعند فتح كاميرات المراقبة لغرفة العصافير الملونة رأوا فيها منظراً يقشعر له الأبدان………..
وجدوا سرب العصافير متجمعة، بينما تتغذى على بقايا بشرية، لا يمكن لأحد التعرف عليها إلا من خلال ملابسها والمواد الكيميائية المتناثرة على الأرض، وكانت هناك فوضى مروعة فى الغرفة بأكملها.
د. أيمن: لا أحد يفتح الباب ما حدث قد حدث من الممكن أن نفتح تقطر ماء سقف الغرفة، حتى تدخل العصافير إلى أقفاصها؛ لأنها لا تستطيع الطيران بعد أن يبلل ريشها، وهذا يثير خوفها من الماء وهذا لتأميننا.
د. احمد: لا يا دكتور أيمن، يجب أن نلتزم بالقوانين، ونتبع الإجراءات اللازمة قبل أن نتخذ أى خطوة، فقد يعوق ذلك سير العدالة وهو واجب علينا، فلنتصل بالشرطة أولا.
د. هالة: وماذا نفعل حتى تأتى الشرطة نشاهد الدكتورة سيادة، وهى تمزق هكذا؟ لا بل افتحوا الباب وما يحدث فليحدث افتحوا الباب، ثم انهارت باكية.
د. أيمن: يا دكتورة لقد انتهت الدكتورة سيادة علينا أن نحافظ على أنفسنا بعدم فتح الباب، إلا بعد إدخال العصافير إلى أقفاصها، وقبل ذلك وصول الشرطى، وهذا للحفاظ على حق الدكتورة سيادة نفسها.
– فى هذا الموقف، اتصل الحج عزت بالشرطة وهو منهار، وفى الوقت نفسه كان الدكتور أيمن يراقب ما يحدث داخل غرفة العصافير من خلال كاميرات المراقبة كما لو كان يشاهد مشهدًا دراميًا فى فيلم سينمائى، وسط دهشة الجميع على ما يفعله فلا أحد كان له المقدرة على مشاهدة ما يشاهده. وبعد لحظات، وصلت سيارة الشرطة.
الضابط أمجد: افتحوا لى الطريق وانفصلوا، هذا التجمع يعوقنا.
فتشتت الحضور، وبدأ الدكتور أيمن فى التحدث بجلاء وثبات.
د. أيمن: نحن بمجرد سمعنا لصراخ الحج عزت كلنا صعدنا إلى هنا، لكن فى حقيقة الأمر أن مكان عملنا فى الأسفل.
ثم وضع الدكتور أيمن جهاز الحاسوب أمام الضابط أمجد كى يرى بنفسه ما يجرى، وكان مساعده موجوداً أيضاً.
مساعد الضابط أمجد: يا سيدى الضابط، ما هذا المنظر الذى نراه كأننا فى فيلم الطيور الهاجرة، فعلاً مشهد مرعب.
الضابط: هذا المشهد يعد من أبشع البشاعات، فهذا أسواء صباح تراه عيناى.
ثم نظر الضابط للجميع وقال: افتحوا لنا الباب.
حينها قال مساعدة وهو مرتعب: ماذا! ما الذى تفتحونه حضرتك؟ ما نراه ليست عصافير، بل أسود تفترسها فكيف ندخل.
فنظر د. أيمن إلى الضابط قائلا: حقيقتا مساعد حضرتك عنده الحق كله، فإذا عبرتم هذا الباب لن تسلموا من تلك العصافير، وهذا ما جعلنا لا نفتح الباب.
الضابط: وما نفعل أمام تلك الموقف يا د. أيمن نجلس لنشاهد إذا اطلب لنا مسليات.
د. أيمن: حضرتك أنا لم أقل هكذا، ولكن من الممكن أن نفتح المطر الصناعى الذى بسقف الغرفة، فتلك العصافير تخاف من الماء وحينها سترجع إلى أقفاصها لتحتمى من الماء حينها يمكننا إغلاق الأقفاص وفتح الباب الغرفة بأمان.
الضابط: وإلى ماذا تنتظر؟
د. أيمن: حضرتك فى إشكالية هنا يوجد مواد كيميائية على الأرض تلك الغرفة، وعند انتشار الماء من الممكن إما أن تختلط بما تبقى من الدكتورة سيادة، وإذا حدث هذا سيعيقكم للوصول إلى الحقائق التى تسعون إليها أو حدوث تفاعل بين الماء والغاز المتولد نتيجة اختلاط المواد الكميائية أو لتسرب غاز ما أو ما إلى ذلك، فمن الممكن أن نعرض الغرفة بأكملها للانفجار إذا حدث هذا سيخفى كثير من الأدلة يا فندم.
الضابط أمجد: إذا ماذا نفعل بعد ما قلته؟ يا دكتور أيمن افتح قطرات الماء لننهى هذا الموقف.
د. أيمن: هذا على مسئوليتك.
الضابط أمجد: يا سيدى يا دكتور افتح الماء ودعنا نفتح الباب، وكل ما أقوله على مسئوليتى.
مساعد الضابط ينظر إلى الضابط أيمن ثم يقول: يا فندم ما رأيك فى الانتظار، حتى تشبع العصافير، وتغادر بعيداً عن جسدها.
الضابط: من الممكن أن لا تقول أى حلول من الآن فصاعدا هل تريد أن ننتظر العصافير حتى تشبع، وتلك العصافير من أمس، وهى تأكل فى جسد الدكتورة، وإلى الآن مستمرة فى الأكل، ولم تشبع إذا إلى متى ننتظر ثم نظر إلى دكتور أيمن، وأمره بفتح الماء من السقف؛ وبالتالي فتح باب الغرفة، فقد بدأ صبر الضابط أن ينفى.
نظر الدكتور أيمن بشكل يقظ إلى الحضور، ثم ضغط على زر تشغيل الرذاذ الصناعى فى الغرفة، وكان الجميع يتبادلون النظرات بينهم بفضول لمعرفة ما سيحدث فالكل خائف متوتر قلق مما سيحدث.
إلى هنا ننفصل الآن، ولنلتقى مرة أخرى غدًا فى الفصل القادم من رحلتنا مع العصافير الملونة.
المزيد من الأخبار
القصص القرآني؛ عبر ودروس
تمني
رواية خديجة