شياطين المنامة نهاية حلقة البيت الأبيض

Img 20240327 Wa0002

كتبت: عفو رمضان

بعدما حكت هالة لصديقتها كلّ ما حدث لها في الليل أثناء نومها.

سعاد: من الممكن أن يكون كلّ ما مررت به كابوس.

هالة: وما معنى ما أشعر به الآن؟ وما كلّ تلك الذكريات الّتي تحوم حولي؟ كلّ ذلك أيضاً كابوس.

سعاد: ساؤجاريكي يا هالة أنت تقولين أنّك ترين ذكريات ليست ذكرياتك، هنا قاطعتها هالة.

هالة: أليس من الممكن أنّها تكون ذكريات السيّدة الّتي رأيتها في سقف الغرفة.

سعاد: أيّ سيّدة هي الّتي صوّرها بالحقيبة الّتي عثر عليها في الغرفة؟.

هالة: نعم

سعاد: لنستعير ذاكرة البوّاب، ونتعرّف على السيّدة الّتي في الصورة.

أعطت هالة الصورة لسعاد، واستخدموا المصعد للنزول إلى البوّابة الرئيسيّة للعمارة، حيث وجدوا البوّابة، وتوجّهوا نحو البوّاب ليستفسروا منه.

سعاد: عمّ أحمد هل تعرف من في تلك الصورة؟

عمّ أحمد البوّاب: بالطبع أعرف هذه السيّدة الهند.

سعاد: هند من تكون هند هذه؟

عمّ أحمد: السيّدة هند كانت كالزهرة الطيّبة الّتي تنبت بين القلوب، وكالنسمة اللطيفة الّتي تنعش الأرواح، وكانت معروفة بأخلاقها العالية.

سعاد: متى وكيف ماتت؟

عمّ أحمد: ماتت! لا لم تمت لماذا تقولين إنّها ماتت؟

سعاد: لأنّك خاطبتني بصيغة الماضي لقد قلت كانت.

عمّ أحمد: لا لم تمت هي تركت السكن هي وزوجها

هالة: أنت رأيتها أثناء تركها لشقّتها.

عمّ أحمد: لا ولكنّ زوجها قال إنّها تركت السكن، وذهبت إلى مسقط رأسها، وقال إنّه سيذهب إليها.

هالة عادت إلى الشقّة بصمت، بينما شكرت سعاد البوّاب عمّا فعله. وبعد عودتهم إلى الشقّة، سألت سعاد “كيف رأيت شبح هند وهي لم تمت؟”

هالة: عمّ أحمد البوّاب قال إنّه لم يرها وهي ترحل.

سعاد: إذا نذهب للعنوان الّذي خلّف الصورة الّتي وجدتيها من المؤكّد أنّ هذا العنوان سيوصلنا إليها حتّى تتأكّدي من شكوك.

 

وبعد مرور ثلاثة أيّام من القلق حيث كانت تشعر هالة بوجود غريب ومربك في المنزل، فكانت تسمع أصوات غامضة تأتي من الغرفة الّتي بالسطح، وتراقب حركات غير طبيعيّة للأشياء في المنزل حيث أصبحت الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم في الأيّام الثلاث الّذين مضوا خصّتاً أثناء الليل، فكانت ترى ظلالاً مرعبة تتحرّك في الأماكن المظلمة داخل الشقّة، وتسمع صوت امرأة تهمس في أذنها، وكانت الأحلام المزعجة تسيطر على لياليها، حتّى ذهبوا للعنوان المكتوب خلف الصورة لقرية في الصعيد وعند وصولهم سألوا أحد المارّة.

 

هالة توقّفت أمام شخص مارّ، وسألته: هل تعرف من هي الّتي في هذه الصورة؟؟

الشخص: نعم هي ابنة الحجّ أحمد، لكن لماذا تسألون؟

هالة: أنا صديقتها وكنت قد سافرت، وبعد رجوعي لم أتمكّن من العثور عليها فجئت لأسأل عائلتها.

الشخص: لا أنصحك لأنّ عائلتها تبرّأت منها؛ لأنّها تزوّجت بشخص عائلتها رفضته فهربت معه إلى القاهرة، لكن من مدّة رجع زوجها، وقال إنّها طلبت منه الطلاق، وطلّقها وتركها في القاهرة من الممكن أن تذهبي له أنّه مدرّس في مدرسة الثانويّة.

 

فشكرته سعاد، وعادوا إلى محطّة القطار وأثناء طريقهم للمحطّة تكلّموا مع بعضهم.

 

هالة: ألم تلاحظي يا سعاد البوّاب لم يرها وهي ترحل من شقّتها، ولم ترجع مع زوجها إلى قريتها فما معنى هذا في رأيك.

سعاد: معنى هذا أنّها لم تغادر الشقّة عندك حقّاً يا هالة.

هالة: إذا فرضنا أنّها فعلاً لم تغادر الشقّة، وأنّ زوجها قتلها وخبّأها في الشقّة، إذاً أين خبّئها استلمت الشقّة بدون عفش، ولا يوجد أماكن سرّيّة في الشقّة، ولا يوجد في الشقّة ديكور أو عمدان أو تمثال من الممكن أن تخفي فيه إذاً أين الجثّة؟

سعاد: هالة لقد أرهقنا الطريق والتفكير دعينا ننام في القطار قليلاً لننال قسطاً من الراحة.

بالفعل ناموا في القطار أثناء عودتهم وأثناء نومهم استيقظت هالة على فزعتها، وهذا ما أفزع سعاد أيضاً.

 

سعاد: ما بك يا هالة لقد أفزعتني؟

هالة: حقّاً يا سعاد لقد قتلت هند، ومن قتلها هو زوجها، وقطعها لقد رأيت هذا في حلمي، ولكنّ آخر ما رأيته كانت الدماء على الأرض تلك آخر ذكريات هند، وكان هذا في ردهة المنزل سعاد من الصعب أن يكون زوج هند أخرجها من الشقّة بعد قتلها بتلك الطريقة البشعة الّتي رأيتها لا بدّ أنّ جثّتها لا تزال في الشفة أيضاً عندما قتلت كانت مرتدية فستاناً أبيض، لقد رأيتها في المرآة قبل قتلها فصورتها كانت منعكسة في المرآة لم تكن أنا حقّاً يا سعاد كنت أرى ذكرياتها، لقد دمجت ذكرياتها مع ذكرياتي أثناء استيلائها على جسدي بالصدفة (قالت ذلك والحماس يملأ صوتها)، فكانت تضحك وتدمع في الوقت ذاته.

سعاد: اهدئي يا هالة ودعينا نفكّر في الأمر عند وصولنا للشقّة.

 

عند عودتهم إلى المنزل، شاهدوا زوج هالة حازم جميع أغراضهم ليغادروا المنزل.

حينها ظلّت هالة تجري في كلّ مكان في الشقّة قائلة: لن أخرج من هنا قبل أن أخرج هند يا هند أين أنت؟

فجذبها زوجها من يدها ليخرجها بالإجبار من تلك الشقّة حيث كان خائفاً قلقاً على زوجته، ولكن هالة دفعت زوجها بقوّة، ثمّ جرت في الغرفة الّتي بالسطح، وفتحتها فكان يوجد بداخلها فأس فأخذت الفأس وظلّت تكسر في حوائط الشقّة، وظلّ زوجها وصديقتها يحاولان تهدئتها والسيطرة عليها، ولكن بلا جدوى حتّى جاءت اللحظة الّتي سمعت هالة صوت صراخ سعاد وزوجها، فتوقّفت عن التكسير ناظرة لهم.

هالة: لماذا تصرخون هكذا؟

سعاد: انظري على الأرض يا هالة.

عندما نظرت إلى المكان الّذي كان ينظر إليه زوجها، وجدت دليلاً يشير إلى الجاني، فكان الدليل هو عقلة إصبع فيها ظفر امرأة، فاتّصلوا بالشرطة بسرعة، وتبيّن بشكل واضح أنّ هند تعرّضت لجريمة قتل بشعة، ودمّرت جثّتها بطريقة وحشيّة، حيث تمّ دمجها بموادّ مثل الإسمنت والجير، وغطّي آثارها في الشقّة بدقّة. وبعد ذلك، لون القاتل الشقّة بدهان بلاستيكيّ، وكشفت الشرطة أنّ الجاني هو زوج هند، الّذي تبيّن أنّه يعاني اضطرابات نفسيّة خطيرة، حيث كان يظنّ أنّ هند كانت شيطاناً في هلاوسه، وأنّه بفعلته حمّى العالم من شرورها.

عن المؤلف