كتبت: رحمة صالح
غادرت أشعة الشمس لتختبئ خلف السحاب، وأرخى الليل ستاره على أهل المدينة.
أُشعلت الأضواء، وانشرت رائحةُ العَشاءِ في الأرجاء.
في زنقَة تركنُ في *الحي السادس* يوجدُ مقهى شبابي تتعالى فيه ضحكات جالسي كراسيه، وتتبادل فيه أطراف الحديث، منهم المهموم، ومنهم من بجعبته الكثير …
على بُعد عدةِ أمتار، تصطفُّ عِمارات ملونة، تبدو بعَمارها كعَمارِ *الشجرة* العالية في أول الشارع.
صوتُ عُكاز يضرب الرصيف، يحمله عجوزٌ سخيّ تملأ يده التجاعيد.
“العمُّ طارق”
كان من ندهُ شاب يبدو في منتصف العشرينات
التفت إليه العم وألقى إليه نظرةً حادّة، ثم انصرف عنه ببطئ.
تنهّد الشاب في ضيق؛ لعدم استجابته له، وأتبعه بسرعة وقال:
“أعلمُ أنّك لا تطيقُ التحدث معي، دعني أشرح لكَ…”
قاطعه العم طارق، قائلا له:
“اصمت أرجوك، ولا تريني وجهك هذه الفترة أبدًا”
وقف الشاب لوهلة ثم التفتَ ماشيًا في شارعٍ ضيّق، تملؤه الرّمال والحجارة، سمع دندنة بصوتٍ معجزٍ بالنسبة إليه.
“لبيد!”
نظر إليه لبيد في ترقب…
” *العصفور تحتَ كومة القش، والبيضُ في أيدٍ أمينة* ”
يتبع…
المزيد من الأخبار
تمني الفصل الثاني الجزء الخامس
كائنات لطيفة
ولنا مع الاكتئاب حكاية