كتبت: هاجر حسن
بعض من جُروح القلب ليس لها دواء أو شفاء، تترك بالقلب أثرًا لا يُمحى، كجرح الجسد العميق الذي يترك ندبة، تظل ملتصقة بك، ومع مرور الزمن، قد ينسيك إياها، لكن إن نظرت إليها، ستستشعر الحدث، ويعاد الألم، وكأنك جُرحت الآن، كأنه لم يمضِ قط.
هكذا حال جروح القلب، كجروح الجسد، لا شفاء منها، تترك بصمتها بالقلب، ولكنها أيضًا تترك أثرًا بالغًا بالروح، يجب تناسيها لتمضي في درب الحياة، ألا تعتاد النظر إلى آثار الجرح بقلبك، فكلما نظرت؛ كلما تذكرت، كلما تألمت.
علاج جرح القلب في الانشغال بالحياة، الفكر هو المرهم لجروح القلب، الذي يخفف ويوقف نزيف الجرح. تعلم أن الحياة درب من الألم والتحديات، ليست مفروشة وممهدة لك طوال الحياة. ابذل جهدًا بعقلك، فكر بأعمال يحبها قلبك، نمِّ موهبتك، اقرأ، اكتب، انطلق في الهواء، أو اعتزل بسكينة في غرفتك الصغيرة، المهم أن تزحم عقلك بأعمال وأفعال يحبها قلبك، حتى يتناسى جرحه، حتى يستطيع مرهم الفكر أن يؤدي دوره فيلتئم الجرح.
واعلم أن العلاج ليس في النسيان، بل في تعلم التناسي والانشغال عنه وعدم النظر إليه. وإن حدث وتذكرت، نظرت للجرح، فاحترقت روحك من الألم، فُتح الجرح، لا تطيل البكاء، لا تطيل التذكر، اكتم نزيف جرحك، بإغماض عقلك عن التذكر، وسمِّ عليه وادعُ الله أن يُنسيك هذا الألم، وامضِ بالانشغال بذاتك، حول جرحك وألمك إلى قوة وسُلم يصعد بك إلى الأمام، إلى تحقيق ذاتك وسموها، افعل أي شيء يبهج روحك، وإن كان فنجانًا من القهوة أو قطعة شوكولاتة حلوى أو خروج في هواء طلق، ساعد نفسك لتنهض من جديد.
احذر؛ أن ظللت تنظر إلى الجرح وتتذكر، تبكي وتتألم، ستذبل، وتكون مثل زهرة انغلقت بأوراقها عن الحياة، لم تشرب قطرة ماءٍ، لم تلمس دفء أشعة الشمس الصفراء، فذبلت وجفت أوراقها، ضاع جمالها وذهب حسنها، فاحذر.
بعض جروح القلب العميقة، لا شفاء لها، غير أن نتناساها، وننشغل بتعويض أنفسنا، ابتهاجها، السمو بأرواحنا وقلوبنا، نحمد الله إننا جُرحنا ولم نجرح أحدًا.
المزيد من الأخبار
عنادٌ وكبرياء
فِلَسْطِين وَطَنٌ لَا يَنْكَسِرُ
العالم في عيني