كتبت: نور إبراهيم
ذُكرَت النفسُ اللوامةُ في القرآنِ الكريم و كثيرٌ منَّا لا يفطن معناها ..
فما هي النفس اللوامة ؟! وهل هي الجزء الخيِّر أم الشر ؟! سأفسر هذا ولا آلو ( أي أقصِّر ) ..
فالنفس اللوامة هي تلكَ النفس التي تلوم الإنسان كثيرًا إما على فعل الخير و هنا تسمى ” بالنفس الأمارة بالسوء ” إما أن تلومُه على فعل الشر وهنا تسمى ” بالنفس المطمئنة ” و معنى ذلكَ أن للإنسان نفسين كلاهما يختلف عن الآخر وتلك النفس المنقسمة لا تثبت على حال واحدة يقول البعض أنها كثيرة التردد و التلون فنجد منها ألوانًا متعددة و متغيرة نجدها تحب وتبغض ، تطيع و تعصى ، تتقي الله و تفجر ، تارة تخشى الوقوع في المعاصي و تارة تغرق في بحارِ المعاصي ولكن حينما يشاء الله أن ينعم على عبده يرزقه بتلك النفس اللوامة التي تقف كرقيب أمام النفس الأمارة بالسوء تزجرها و توبخها حتى تعود مرة أخرى ؛ فالنفس اللوامة التي تلوم المرء على فعل الشر و هي من أفضل الأنفس عند الله سبحانه وتعالى فهي التي تلوم عند التقصير و الوقوع في المعاصي فهى بمثابة الناهي عن الخطأ و المرشد إلى الصواب هي التي أقسمَ بها الله في قوله تعالى في سورة القيامة ” لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ” و هنا يقصد بتلك النفس التي توجد على درجة وسطى بين تلك الأمارة بالسوء التي ترتكب المعاصي و تأبى التوبة و بين النفس المطمئنة المطيعة لله فهى على درجة وسطى تخطو خطوات إلى الإعتراف بالذنب و غسلِه بدموعِ التوبة النصوحة إلى الله ، و أستدلُ بذلكَ حينما قال الله في كتابه العزيز ” وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ” فهى تعمل كالمرشدِ و المنبه حتى تقف عن التقدم نحو دروب المعاصي و يقول أيضًا ” حسن البصري ” رحمه الله ( إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسَه دائمًا يقول: ما أردت هذا ؟ لِمَ فعلت هذا ؟ كان هذا أَوْلَى من هذا ؟ ) فاختلف الكثير و الكثير على تفسيرها فيقول أحدهم أن اللوم يكون على فعل الخير و الشر ، و يقول الآخر أن اللوم يكون يوم القيامة فإن كان مسيئًا لامَ نفسَه على إساءته وسلوكه دروب المعاصي و إن كان محسنًا لامَ نفسَه على التقصير في طاعة الله عز وجل و يوجد نوعان من النفس اللوامة سأذكر تفسير كلا منهما .. أولاً ” النفس اللوامة الملومة ” وهى تلك النفس الجاهلة الطاغية التي تسلك دروب المعاصي وهى التي يلومها الله و ملائكته ومبغوضة من الله سبحانه وتعالى ..
ثانيًا ” النفس اللوامة الغير ملومة ” وهى التي تلوم صاحبها على تقصيره في طاعة الله وهى تعد من أنقى النفوس و أقربها إلى الله فهذة النفس تعد وسط بين النفس المطمئنة المطيعة لله و النفس الأمارة بالسوء التي يغلبها هواها وتقع في هاوية الذنوب و المعاصي ؛ فالنفس الأمارة بالسوء هى النفس المذمومة من الله سبحانه وتعالى فهى التي تأمر بكل سوء و تعد الشيطان الأعظم بالنسبة للإنسان ولا يستطيع أحد النجاة منها الإ بإرهاقها بطاعةِ الله و تزكيتها بالقرب منه و قد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز حينما قالت امرأة العزيز “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ” ؛ فاعلموا – أيها الأفاضل – أن اتباع النفس الأمارة بالسوءِ يؤدي إلى الهلاك أما اتباع النفس المطمئنة يؤدى إلى النجاة و إعادة المرء إلى طبيعته الخيِّرة و هذا يقوي النفس اللوامة على المجاهدةِ و مراقبةِ النفس فهى تعمل كصمامًا للوقاية و ميزانًا للتقويم.
المزيد من الأخبار
بيضة واحدة كافية لصيام يوم بدون تعب
انطفاء
هواجس