كتبت: سحر الحاج
كوابيس لا تفارق مهدي كل ليلة أفيق من سباتي والخوف يتملك قلبي، يتصبب العرق من جبيني وكأن دلو من الماء سكب علي، كابوس مخيف يلاحقني كلما رأت عيني ما أحبه أو يعجبني أن أمتلك مثله! أرى أشخاص رغبي الأطوار لهم أعين شاخصة، ورأس غريب الشكل جمجمته كبيرة بارزة، يتبخترون في مشيتهم، هيئتهم هيكل عظمي مخيف، يصدر منهم صوتُ غير مفهوم، كُنتٌ في منتصفهم أقف خايفة مشدوهة، وعلامات الفزع والخوف بادية على ملامح وجهي، بكيت بصمت وأنا ارتجف “من أنتم؟ وماذا تريدون مني! أين أنا؟” صرخت بصوت عالي اسالهم؛ جاني صوت من خلفي يقول” نحن تلك الهلاوس التي كنتي تهذي بها، أشخاص تودي أن تكوني مثلهم يوما، انظري هذه حقيقتهم” لم أفهم ما يقصد فتسألت مجددا “ما تريد قوله؟” سكت فلم يتكلم اتجه مولي لي ظهره فكأن قبيحا مقبلاً ومدبرً فحمدت الله أنه ذهب، تكلم آخر وهو يشد على يدي بقوة “نحن من كنتِ تخبري العالم عن جمالنا وطيب نفسنا، ولكن لم يرى أحد ما نخفي داخل نفوسنا غيرنا هل عرفتِ من نكون الآن؟” بهت وجهي وخارت قواي لم أعد أستطيع الوقوف، أفلت يدي من بين أنامله ذات العظام، رأيته فجأة يسقط وتتناثر عظامه هنا وهناك، حركت مقلتي عيناي انظر هل بقى غيره! فرأيته يسير أمام يتبختر في مشيته يتحدث معي” اسلكي طريقًا آخر لا تجري وراء نفسك الامارة بالسوء فتكوني مثلنا لا لحم يكسونا نستتر به ويحمى ما بداخلنا ركضنا وراء شهواتنا فصرنا عُراة بلا مأوى ولا ساتر.” رمى بكلماته وذهب هو الأخر ولم يبقى غيري والسواد يحيط بي من كل جانب، أبصرت بيرق بعيد وكأنه نقطة ضوء صغيرة، ذهبت أقصدها عسى أن أجد فيها جذوة تخرجني من هنا!.
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ