البركة

Img 20240322 Wa0037

كتب :عاطف محمد 

 

وماذا عن البركة ؟؟؟؟

فى يوم شديد القيظ مشمس النهار شمسه تتوسط السماء بحرارة هوجاء والناس تتعرق لمجرد الكلام فلا تقوى على الحديث أو الجدال ، وكان أحد العارفين الصالحين المعروف عنهم الحكمة قولًا وفعلًا يسير بطريق طويل على مشارف قرية من القرى فاستبد به العطش ، فوجد كوخًا لأحدهم فتوقف وطرق الباب ففُتح له ، فألقى السلام والتحية وشكر رب البرية ثم طلب الشيخ الصالح من صاحب الكوخ أن يسقيه فسقاه الرجل ولم ينبس بنبت شفة

فدعا الشيخ الصالح للرجل قائلا :حلت عليك البركة أينما تذهب وأينما تكون .

فرد صاحب الكوخ متبرمًا

و ماهى البركة؟؟؟؟

فقال الشيخ الصالح :

البركة ثبوت الخير في الشيء ، وهى النماء والزيادة وكثرة السعادة، وهي اليمن والفتوح والنعمة والحظ الممنوح ، وهى كل الصلاح و هى نتاج الإحسان .

قال صاحب الكوخ :

لا يوجد شئ اسمه البركة ؟!!

فرد الشيخ الصالح:

من قال هذا

قال صاحب الكوخ :

أنا

فابتسم الصالح ونظر له وقال:

هل ترى الكلاب والأغنام ؟

قال صاحب الكوخ :

نعم أراهم ويعيشون حولى طوال الأيام والليالي فلست باعمى

فقال الشيخ الصالح:

صبرًا ، لم أقل هذا ولكن أيهم أكثر انجابًا.

فكر الرجل قليلًا ثم أجاب

تنجب الاغنام ثلاثًا أما الكلاب فهى تنجب سبعة.

فازداد ابتسام الشيخ الصالح واردف قائلًا :

أنظر حولك واجب أيهم أكثر الأغنام أم الكلاب

قال صاحب الكوخ :

الأغنام هذا لاشك فيه ياشيخنا

فنظر له الشيخ الصالح وأكمل

مع أن الاغنام تُذبح فيقل عددها والكلاب لا تذبح

قال صاحب الكوخ :

نعم يحدث هذا .

فقال الشيخ الصالح:

ومع هذا تجد الاغنام أكثر عددًا

قال صاحب الكوخ :

نعم هذا صحيح

فقال الشيخ الصالح:

أتعرف لماذا ؟؟؟؟

إنها البركة يابني

قال صاحب الكوخ :

وماذا فعلت الأغنام المحظوظة لتنال البركة دون الكلاب عديمة الحظ .

فقال الشيخ الصالح:

الاغنام تنام وترقد هادئة أول الليل وتستيقظ وتنشط عند الفجر فتدرك الرحمة وتنزل عليها بركة الله وتكثر ،والكلاب تظل تهيم طول الليل نابحة تهاجم هذا وذاك وتتعارك هنا وهناك و قبل الفجر تنام من شدة إرهاقها فلا تدركها الرحمة ولا تحل بها البركة

صاحب الكوخ:

وكيف تكون البركة وتحصيل

الرزق

فقال الشيخ الصالح:

من كان يريد تحصيل الرزق وزيادة البركة عليه أن يرجع إلى الله سبحانه .

صاحب الكوخ:

كيف؟؟؟؟

فقال الشيخ الصالح:

“وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ” معنى هذا أن الله عز وجل قادر وهاب يُدهش عباده بالعطاء لمن يعبده ويناجيه ، فيتوكل عليه ويرضيه فعَّال لما يُريد ومن رضي بما قسم الله له، كان له من الرضا والبركة حظ ونصيب .

صاحب الكوخ:

وماهى البركة فى الرزق

فقال الشيخ الصالح:

البركة في الرزق جند خفي من جنود الله عز وجل إذا حلّت بمال أكثرته، وبولد أصلحته، و وبقلب أسعدته، اللهم أرزقنا البركة في كل ما وهبتنا.

صاحب الكوخ:

انصحني ياشيخنا

فقال الشيخ الصالح:

كن من الأغنام فى خيرك ليبارك الله لك ويعطيك ، ولا تكن على النقيض فى منعك فيحرمك الله ويخزيك.

صاحب الكوخ:

بارك الله فيك ياشيخنا الصالح.

عن المؤلف