كتب :عاطف محمد
وماذا عن البركة ؟؟؟؟
فى يوم شديد القيظ مشمس النهار شمسه تتوسط السماء بحرارة هوجاء والناس تتعرق لمجرد الكلام فلا تقوى على الحديث أو الجدال ، وكان أحد العارفين الصالحين المعروف عنهم الحكمة قولًا وفعلًا يسير بطريق طويل على مشارف قرية من القرى فاستبد به العطش ، فوجد كوخًا لأحدهم فتوقف وطرق الباب ففُتح له ، فألقى السلام والتحية وشكر رب البرية ثم طلب الشيخ الصالح من صاحب الكوخ أن يسقيه فسقاه الرجل ولم ينبس بنبت شفة
فدعا الشيخ الصالح للرجل قائلا :حلت عليك البركة أينما تذهب وأينما تكون .
فرد صاحب الكوخ متبرمًا
و ماهى البركة؟؟؟؟
فقال الشيخ الصالح :
البركة ثبوت الخير في الشيء ، وهى النماء والزيادة وكثرة السعادة، وهي اليمن والفتوح والنعمة والحظ الممنوح ، وهى كل الصلاح و هى نتاج الإحسان .
قال صاحب الكوخ :
لا يوجد شئ اسمه البركة ؟!!
فرد الشيخ الصالح:
من قال هذا
قال صاحب الكوخ :
أنا
فابتسم الصالح ونظر له وقال:
هل ترى الكلاب والأغنام ؟
قال صاحب الكوخ :
نعم أراهم ويعيشون حولى طوال الأيام والليالي فلست باعمى
فقال الشيخ الصالح:
صبرًا ، لم أقل هذا ولكن أيهم أكثر انجابًا.
فكر الرجل قليلًا ثم أجاب
تنجب الاغنام ثلاثًا أما الكلاب فهى تنجب سبعة.
فازداد ابتسام الشيخ الصالح واردف قائلًا :
أنظر حولك واجب أيهم أكثر الأغنام أم الكلاب
قال صاحب الكوخ :
الأغنام هذا لاشك فيه ياشيخنا
فنظر له الشيخ الصالح وأكمل
مع أن الاغنام تُذبح فيقل عددها والكلاب لا تذبح
قال صاحب الكوخ :
نعم يحدث هذا .
فقال الشيخ الصالح:
ومع هذا تجد الاغنام أكثر عددًا
قال صاحب الكوخ :
نعم هذا صحيح
فقال الشيخ الصالح:
أتعرف لماذا ؟؟؟؟
إنها البركة يابني
قال صاحب الكوخ :
وماذا فعلت الأغنام المحظوظة لتنال البركة دون الكلاب عديمة الحظ .
فقال الشيخ الصالح:
الاغنام تنام وترقد هادئة أول الليل وتستيقظ وتنشط عند الفجر فتدرك الرحمة وتنزل عليها بركة الله وتكثر ،والكلاب تظل تهيم طول الليل نابحة تهاجم هذا وذاك وتتعارك هنا وهناك و قبل الفجر تنام من شدة إرهاقها فلا تدركها الرحمة ولا تحل بها البركة
صاحب الكوخ:
وكيف تكون البركة وتحصيل
الرزق
فقال الشيخ الصالح:
من كان يريد تحصيل الرزق وزيادة البركة عليه أن يرجع إلى الله سبحانه .
صاحب الكوخ:
كيف؟؟؟؟
فقال الشيخ الصالح:
“وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ” معنى هذا أن الله عز وجل قادر وهاب يُدهش عباده بالعطاء لمن يعبده ويناجيه ، فيتوكل عليه ويرضيه فعَّال لما يُريد ومن رضي بما قسم الله له، كان له من الرضا والبركة حظ ونصيب .
صاحب الكوخ:
وماهى البركة فى الرزق
فقال الشيخ الصالح:
البركة في الرزق جند خفي من جنود الله عز وجل إذا حلّت بمال أكثرته، وبولد أصلحته، و وبقلب أسعدته، اللهم أرزقنا البركة في كل ما وهبتنا.
صاحب الكوخ:
انصحني ياشيخنا
فقال الشيخ الصالح:
كن من الأغنام فى خيرك ليبارك الله لك ويعطيك ، ولا تكن على النقيض فى منعك فيحرمك الله ويخزيك.
صاحب الكوخ:
بارك الله فيك ياشيخنا الصالح.
المزيد من الأخبار
القصص القرآني؛ عبر ودروس
تمني
رواية خديجة