هوى النفس

Img 20240318 Wa0066

كتبت: نور إبراهيم 

نحنُ نؤمن باللهِ عز و جل و نخشاهُ نتعبدُ و نؤدي فريضةَ الصلاة نتقربُ رجاءً في الغفران نجاهد كثيرًا و لكن مازلنا نقع في المعاصي يأتي شهر رمضان الفضيل و تلجمُ الشياطين اللعينة و مع ذلكَ أيضًا بعضٌ منَّا يرتكبُ الخطيئةَ فلماذا ؟! السبب في ذلكَ أننا تركنا العدو الحقيقي الذي يطاردنا و نتهم ذاك العدو الضعيف بأنه هو الذي يجعلنا نسلكُ دروبَ المعاصي فالعدو الحقيقي هي ” النفس ” حروف بسيطة و لكنها كلمة تحوي الكثير من الخطورة احتار الكثير من علماء النفس في تفسيرها و لكننا سنتجنبُ تلك الآراء و نرتكز على ما أتي به القرآن الكريم المحكم التنزيل بتلكَ الآيات العظيمة التي توضحُ لنا أن العدو الأعظم هى تلكَ النفسُ التي لا أحد يستطيع كبح جماحها سوى المجاهد الذي يخشاها يقول الله سبحانه وتعالى ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ” و هذا الدليل الأعظم على أنه لم يكن الشيطان اللعين سوى مساعد لها لنسلك درب المعصية و أنه حينما طرد من رحمة الله عز وجل لم يكن هناك شيطان حينها و لكن تلك النفس المتكبرة التي رفضت الخنوع لرب العزة أصبحَ من الملعونين و أن أول جريمة حدثت على سطح الأرض بين ” قابيل و هابيل ” كانت سببها تلكَ النفس الإنسانية الأمارة بالسوء التي تحوي الكثير من الحقد بين ثناياها و حينما نرتكب ذنب و نُسأل لمَ ارتكبنا تلك المعصية نقول أن الشيطان قد أغوانا و نظن أن كل خطيئة سببها الشيطان و ننسى أنفسنا التي لم تجاهده كي لا تخضع له لا أُنكر خطر الشيطان ولكن النفس أخطر بكثير و أختمُ كلامي هذا بقول الله عز وجل ﴿ ۞ وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾

أذكر نفسي و إياكم …

احذروا النفس فإذا اجتمعت هى و شيطانها تأكدوا أننا خسرنا الدين و الدنيا .

 

 

عن المؤلف