11 ديسمبر، 2024

معية الرحمن معك في كل خطوة

Img 20240315 Wa0006

كتبت: هاجر حسن

 

{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}

يعلم الله بثقل الهموم التي تستقر فوق قلبك، كحجارة ثقيلة تثقل جناح فراشة، يعلم بالألم الذي يعتصر روحك كلما حاولت التنفس؛ وكأنك محاط بدخان أسود كثيف، يعلم بالوجع الذي تخفيه عن العالم.

ولا يدركه أحد؛ فتفضل الصمت عن البوح به، هذا الأنين الذي يسلبك النوم ويزعزع سكينتك؛ كعاصفة تقتلع أوراق الشجر، لا شيء يخفى عليه سبحانه.

فهو على دراية بحالك، وبالدموع التي تنهمر ليلاً على وسادتك، كل دمعة تروي قصة عميقة مررت بها؛ يعلم بالأعباء التي تحملها.

والتي تجعلك تشعر بأن ذراعك يتمزق يومًا بعد يوم، وبالقلب الذي خذلك بعد أن وثقت به، يعلم بالحلم الذي تسعى إليه وبالطريق المليء بالعثرات وكيف تنهض من جديد بعد كل سقوط؟

يعلم بشعورك بالوحدة الذي يرعبك؛ كأنك تائه في صحراء شاسعة، حيث الرمال الحارقة لا ترحمك، والرياح العاصفة تتخبط بك.

مع كل ما سبق أريد أن أخبرك أن تطمئن؛ فالله على علم بكل شيء، يراك ويعلم بكل ما تشعر به؛ يرى الحطام الذي خفيته في أعماق قلبك.

يرى من يستغلك ومن يسيء إليك، يعلم بكل شيء؛ فلا تخفي عليه خافية، اطمئن كل آلامك، وصرخاتك، وسقوطك.

ومحاولاتك للاستمرار؛ يعلم الله بها، سلم أمرك إليه، أبكي بين يديه، أشك حالك إليه؛ ستجد سكينة تنزل على قلبك وروحك، فتطمئن كأن لا عسر اقترب منك.

فلا تجزع ولا تيأس، فأنت لست وحيدًا؛ الله معك، أقرب إليك من حبل الوريد.

سيعوضك عن كل شيء وكل سوء مررت به، ألجأ إليه وكلما ثقلت عليك الأيام، تذكر أنك لست وحيدًا؛ فالله معك في كل نفس لك.

عن المؤلف