كتبت: نور إبراهيم
لا أنكر وضح المشيب بين ذوائبي، فرجعتُ إلى نفسي وقلتُ لها “إنظري”
فوجدتها تنظر بأسراب الدموعِ السواكب، فتعجبت لها متسألة لِمَ النحيب المتواصل.
فقالت: عمرت كأسَ الصبا بلذاتٍ لا تنقضي، ورأيتُ نشوات الدنيا بغير نقاب؛ فمرت الليالي وأنا غافلة عن العمار، فثني العُمرُ يخبرني بأنها الأعقابِ تخيلت وجهتي إلى الأترابي.
وعضتتُ على يدي ندمًا؛ فأنا أستحقُ أشدَّ العتابِ، ساءني إني تائه جهلاً يا ربي، أعلمُ أن الموت على الحافةِ ينتظرني؛ فسفري إليكَ بعيدٌ وزادي قليلٌ، يا ذلة، يا غفلة، يا حسرة.
مرت ساعات أيامي بلا ندمٍ، فسترني الله وأمهَلني بحلمٍ؛ وقد تماديتُ فجرًا في ذنبي وما زالت عين الله تسترني، وااا ندبة على نفسي لا.
حتى العبرة تسقطُ لتخلصني يا ذلة ارتكبت في غفلةٍ، ولم أراها الآن تنفعني كُفِّي يا نفسٌ عن الهلاكِ وتوبي.
عسى تجازين بعد الموتِ بالحسن والإحسان؛ فأخراكِ واصليها ودُنياكِ اهجريها، علكِ تغتنمي الرحمة من ذي المنن.
المزيد من الأخبار
هوس الأنا
لا أرى
أن يعانقني أحدهم