كتب: الدكتور محمد وجدي شاهين
هل كل قرار خطأ … خطأ ..؟؟
أو بمعني أوضح .. هل إتخاذك لقرار خطأ .. هو الخطأ الذي يجب عليك أن تخشاه ..؟؟
من الأفكار السائدة البالية , أن الإنسان يفكر جيدا قبل إتخاذه أي قرار حتي لايتخذ قرار خطأ .. وهذا التفكير في حد ذاته هو الخطأ الأكثر ضررا من إتخاذك قرار خطأ.
فالقرار الذي تتخذه ليس إلا مرحلة تبدأها بإتخاذك هذا القرار الذي يحتوي علي الكثير من الفرضيات والغيبيات والإحتمالات والمراهنات التي لاتنكشف أبدا إلا بعد إتخاذك القرار والعمل علي تنفيذه.
بعد أن إنتهيت من عمل دراسة مشروع لأحد العملاء وتقديمها له , جاءني العميل بعد مراجعة الدراسة وتمحيصها ليسألني إن كنت علي قناعة شخصية بأن يبدأ المشروع أم أن هناك تحفظات لم أذكرها له في الدراسة …؟
أجبته بمنتهي البساطة , أن مثل هذه الدراسات تقوم علي دراسة كل ماسبق من بيانات و تحليل كل المعلومات المتوفرة وتقديرات الموقف الحالي ومن ثم وضع تصورات وإفتراضات لما قد يكون عليه الأمر في المستقبل , حتي نصل إلي النتيجة التي تخبرك بمايتوجب عليك عمله وأخذه في الإعتبار عندما تقرر البدء في المشروع.
إن قرارك – أي قرار في أي علاقة – يحتوي علي نسبة مخاطرة ومغامرة لأن معطيات القرار تحتوي علي أمور مستقبلية كثيرة, لهذا لايمكن أبدا القول بأن هناك قرار خطأ أو قرار صحيح إلا بعد أن تمر بالتجربة وتستكشف مدي قدراتك علي قراءة المستقبل وفق معطيات الحاضر ومعلومات الماضي .
فمن الخطأ أن نقول أن هناك قرار خطأ , ولكن قد يكون هناك نتائج خاطئة لقرارك تتطلب منك قرار جديد . فلاتخاف أبدا من إتخاذ أي قرار طالما أنك قد حاولت ودرست المعطيات المتاحة أولا وقبلت التحدي ثانيا.
فالخوف من إتخاذ قرار خطأ هو إعلان منك عن عدم مقدرتك علي قبول التحدي وتحمل تبعات قرارك , ومن لايستطيع قبول التحدي وإتخاذ القرار وتحمل تبعاته وإعادة إتخاذ قرار تصحيحي أخر … لا مكان له في دنيا الإدارة .
فالإدارة هي حقل التحديات الذي لاتستطيع أبدا إثبات جدارتك بعبوره , إلا بإظهار قدرتك علي إتخاذ القرارات التي قد يراها الجميع صعبة , وتحمل نتائجها أيا كانت برباطة جأش تؤهلك لأن تعيد تصحيح المسار عن طريق … قرار جديد يحتوي علي نسبة خطأ أخري … المهم أن لاتخاف من مواجهة خوفك.
المزيد من الأخبار
الذاكرة والهوية
“رسائل الأنفوشي” من روائع الكاتب يوسف محب معرض القاهرة للكتاب 2025 مجلة إيفرست
سنن يوم الجمعة