شهْر الروحانيات اِفْتح قَلبَك لِإشراقة القرآن 

Img 20240304 Wa0071

 

كتبت: هاجر حسن 

قال تعالي: {شَهْر رَمَضان اَلذِي أَنزَل فِيه اَلقُرآن هُدًى لِلنَّاس وبيِّنَات مِن اَلهُدى والْفرْقان}

 

هَا نَحن الآن على بُعد خُطوات قَرِيبَة، مِن قُدُوم شَهر الهدي والبركات، “رَمَضان، شَهر اَلقُرآن”.

 

فَهيَّا مَعِي؛ افتح قَلبَك لِلقرآن، حَتَّى نُضيء بِه قُلوبنَا اَلتِي أَظلَمت، مِن كَثرَة اَلهُموم والخذلان، مِن أَحلَام لَم تَتَحقَّق،

وَمِن غَدْر مِن خَانِك بعدمَا أَمنَت لَه، مِن يد تركتك بِمنتَصف اَلطرِيق، وَمِن ذَنب يؤَرِقك، بَاعَد بَينَك وبين اَلهُدى والتَّوْفيق؛

فَبَات قَلبُك مُظلِما، مِثل قاع بئر يملؤه سُكونًا والسَّواد، مُستوحِشًا، خاليًا مِن رَشفَة الميَاه.

هَيَّا أَروِي عطش قَلبِك ، وافتح مُصحَفَك وَسُمي بِاللَّه.

أتْلو عليه آيات تَروِي ظَمئِه، كالغَيْث لِأَرض تخضر، بَعد التَّشَقُّق والْجفاف، فتزيل عَنه مرُّ مَا رَأي مِن سُوء النَّاس، وَهوَى النَّفْس والْأيَّام.

 

أَيهَا القارئ؛ رَمَضان لَيس فقط صِيامًا عن الطَّعَام والشَّراب، ولَا أَنَّه تَراوِيح دُون خُشُوع وتدبُّر بِالآيات، وهو ليس كَذلِك سِبَاق لِخَتم اَلمُصحف أعْدادًا مُتتاليات، دُون تَرتِيل وفهم لِلمعاني والأحْكام، واستشْعار عَظمَة اَلقُرآن.

 

قال تَعالَى: عن عَظمَة وَتقدِير اَلقُرآن؛

إِنَّ ” اَلقُرآن هُدًى لِلنَّاس وبيِّنَات مِن اَلهُدى والْفرْقان”

أي أَنَّه هُدًى لِلنَّاس، يَهدِي اَللَّه بِه اَلقُلوب التَّائهة فِي فِتن الدُّنيَا، وظلامهَا، وسجنهَا.

” بيِّنات مِن الهدْي”؛ آيات واضحَات مِن الهدي، والبعد عن الضَّلالة، وَظُلمَة اَلقُلوب بِالذُّنوب.

فَرقان بَيْن اَلحَق والباطل، حَتَّى تُهدِي النَّفس إِلى طريق الاستقامة والتَّقيِّ.

كُلُّ ذَلِك يَا قَارِئِ فِي هذَا الشَّهر المبارك،

فَهيَّا نُجدِّد النِّيَّة؛

هَيَّا معًا نَتَعهَّد أن نَفتَح قُلوبنَا حقًّا بِصدْق لِلْقرْآن.

هَيَّا نُدَاوِي رُوحنَا المتألِّمة كالطَّير اَلسجِين، ونحرَّرهَا من قُيود الذنوب والفتن، بِنور وضياء هَدي اَلقُرآن.

لنخرج مِن رَمَضان هذَا اَلعام، بِأروَاح وَقلُوب وَعقُول مُختلفَة، مُتَفتحَة، عليْهَا هَالَة مُضيئَة تحميهَا مِن وساوسِ الشيطان، مِن فِتن وَهوَى النَّفس، والدُّنيَا الفاتنة.

أَمسَك قلم وَورقَة واكتب تعهُّدًا لِرمضَان،

اُكتُب أهدافك، دعواتك، أيُّ إِنسَان تُريد أن تَكُون بَعد رَمَضان؟

تَعهَّد لِنفسك أَنْت تَملَأ وَرقَة أُخرَى بَعد رَمَضان وختام اَلقُرآن، تكتُب بها، بِمَا قد جَددُوا فِي رُوحك، ومَا غَيرُوا بِقلبك.

هل فَتحَت حقًّا رُوحُك وقلْبك لَهُم، أُمُّ مَا زِلتُ تَائِها فِي دُرُوب وَفتَن الحيَاة!؟

إن الدُنيا فانية، فاسرع، جَدَّد نِيَّتك، اِفتح قَلبَك لِإشراقة اَلقُرآن.

عن المؤلف