ولولا رحمة ربي

Images

كتبت: سارة علي عبد الرحيم 

كنت نائمة ذات يوم؛ وإذا بِ أشعر بأنّ شيئًا تحت الغطاء لدغني في قدمي، فحاولت أن ابعدها، وإذا بهذا الشيء يلدغني في قدمي الاخرى، ولم يكن يلدغني مرة واحده بل لدغني هذا الشيء أكثر من مرة، أعتقد أنه لدغني ثلاث مرات في قدمي الأولى، ومرتين في الأخرى، وأنا لا أعرف ماذا يلدغني هكذا؟! لم تكن اللدغة قوية في البداية لأقول بأن حشرة مضرة ومسممه قد لدغتني، فنهضتُ وأشعلتُ الضوء؛ وإذا بِ أرى بأن الكهرباء منقطعة، الغرفه لا تضيء، وأشعر بالألم الشديد في أقدامي، ففكرت بأن ربما هناك عقرب لدغني، وأنا أقف في وسط حيرتي وتعبي يتفاقم، إذا بالكهرباء تأتي وتنقطع مره أخرى، ولكن في هذه الفترة والثوان القليلة جدًا؛ استطعت أن أرى مثل خط أسود يسير في قدمي، عندما أقلبها أرى خط آخر، حتى وجدت ثلاث خطوط تسير في الاولى، وتتجه لجسمي من أعلى، و الأخرى لم تكن تختلف كثيرًا عنها، غير أنه كان خطين فقط، وإذا بِ أهرع، وأنادي أمي، فلم أسمع ردًا من أمي، فذهبت إلى غرفتها، وجدتها نائمة، فجلست بجانبها أنادي عليها، أمي هناك شيء سام لدغني، أمي اسيقظي، لقد رأيت شيء أسود يسير في جسدي، أمي أرجوكِ ساعديني؛ فإذا بِ أمي تستقظ، ولكن أمي مختلفة هذه المرة، بعدما قلت لها هذا الكلام، تقول لي اذهبي ودعيني أنام! فقولت: لها أمي سأموت، فقالت: ابتعدي وأغلقي الباب خلفك، وإذا بِ أرى أختي تقف على باب الغرفة، وتبتسم لي إبتسامة غريبة، تبتسم وأنا أمامها أتألم! ولم تساعدني، فإذا بِ أتذكر أنني فاتتني صلاة الفجر، والوقت بين الصباح والظهيرة، هناك وقت لأصلي ولكن أنا اتألم، أريد أن أذهب إلى الطبيب، ولكن إذا خرجت سأموت في الطريق، قد تملك الرعب مني، عندما شعرت بقرب موتي، وتفوتني صلاة، وإذا بِ انتفض من مكاني بخوف، ف أرى أني مازلت نائمة على سريري، وأختي تنام في السرير المقابل، ولم يحدث معي أي شيء، لقد كان كابوس مرعب، كنت أحلم بأني سأموت، وإذا بِ أتذكر أنني اسيقظت قبل هذا الكابوس بفترة؛ ولم أستطع أن أنهض لِأصلي الفجر، فحدثت نفسي وقولت لها: أنني سأنام قليلًا، واستيقظ لِأصلي، وإذا بِ أنام لأرى هذا الكابوس، نظرت في الساعة كانت الساعة التاسعة صباحًا، فنهضت واتجهت إلى الحمام، لِأغتسل لكي أصلي الفجر، ولكن وجدت المياة منقطعة، فاتجهت بسرعة إلى الماء الذي تخزنه أمي لمثل هذه المواقف، وكانت أمي عندما تنقطع المياه وأريد أن أصلي؛ كانت تقول: لى أغتسل من هذه المياه، ولكن كنت أقول: لها لن أستطيع أن اغتسل هكذا لا أحب هذا، سأنتظر المياه أن تأتي، ومن الممكن أن تفوتني الصلاة، ولكن في النهاية أصلي كل الصلوات مع بعضها، ولكن هذه المرة تختلف كثيرًا، فقد اغتسلت لِأصلي من هذه المياه، وكم كان الأمر صعبًا؟ لأنني كنت أسكب لنفسي الماء، ولكن وأنا أغتسل أشعر بأنّي لأول مرة في حياتي أفعلها، لقد كان شعورًا غريبًا، وجميلًا جدًا، وذهبتُ لسجادة الصلاة، وبدأت الصلاة، وانا أقول: الله أكبر، أشعر بحلاوة الكلمة، ولأول مرة أصلي وأشعر بأن الصلاة جميلة هكذا، كنت أشعر بمعنى الآيات التي أتلوها، كان كل شيء مختلف، وغريب، وجميل جدًا جدًا، لقد تذوقت حلاوة الصلاة، وشعرت بجمال القرب من الله عز وجل، أنا لم أكن منقطعة عن الصلاة، ولكن كنت أحيانًا أؤخر الصلاة، أو من الممكن لا أصلي وقتًا من أوقات الصلاة، ولكن بعد هذه المرة بإذن الله؛ لن تفوتني صلاة، عندما رأيت نفسي عاجزة وأمي وأختي يرفضان مساعدتي! وهم في الحقيقة إذا حدث هذا الشيء فعلًا؛ ستموت أمي خوفًا علىّ ولكنّ الله رحيمٌ، ويحبني فقربني منه.

أرجو أن تكون وصلتك رسالتي ياقارئ قصتي، الصلاة الصلاة ومن غير الصلاة تنجينا، ولا تقول ربما لو كنت في نفس القصة لخطر على بالي بأن أغتسل واصلى، وأموت وأنا أصلي، صدقني تكون رساله من الله لينبهك؛ لأنه يحبك ولم تكن ستلقى النجاه حقًا إلا في الصلاة، فرسالتي إليكَ حافظ على صلواتك الخمس في أوقاتها، ولا تضيعها حتى لا تضيع في هذه الدنيا، فهذه الدنيا ممر والجنة مستقر، فاسعى للمستقر ولا تسعى للممر، والله غافر كل الذنوب، رحيم بكل العباد، عليم بكل القلوب، والنوايا، عالم بحزنك، وهمك، ومشاكلك، وبيده حلها، لاتنتظر أن يحدث معك مثلما حدث في هذه القصة؛ لأنه من الممكن أن ماسيحدث معك حقيقة وليس كابوسًا، عد إلى الله عازمًا أن لاتعود إلى الذنب مرة أخرى، حتى يتوب الله عليك، إذا أحبك الله؛ ألهمك التوبة عندما تصلي صدقني هذا ليس قرارك أنت بأن تصلي، ولكنّ الله يريدك لذلك جعلك تصلي، وعندما لا تصلى، تأكد بأن الله لا يريدك، ليس قرارك أن تبتعد.

يبتليكَ؛ ليختبرك، ليجزيك، ليرحمك، ليدخلك الجنة في النهاية.

لم تصف شعوري الكلمات.

فاتتني صلاة وكدت أموت.

ولكن كانت مجرد رسالات.

من رب رحيم يريد الثبات.

علي الإسلام حتى الممات.

فالحمدلله على نعمة الإسلام، اللهم الثبات حتى الممات، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة.

عن المؤلف