بقلم: د. محمود لطفي
من أكثر العبارات تداولا في حياتنا بوجه وأثناء تقمصنا لادوار علماء البشرية عبارة (البقاء للاقوى) او ما يعرف علميا بإسم وبلغة أكثر دقة بإسم (البقاء للاصلح) وهو مبدأ جلبه للعالم (تشارلز داروين) العالم الإنجليزي صاحب نظرية التطور والتي لا مجال لي هنا لمناقشتها ولا سبر أغوارها ربما فعلت ذلك قريبا من يدري٠
وحتى لا اتهم الثرثرة والمقدمات التي تجعل المقال ممل مثل كاتبه سأحاول التغاضي عن كل ما يشير للتطور او للاراءالتي ظهرت في الأوانةالأخيرة للربط بين ذلك وبين ما يعرف باسم إنتقاءبقاء السلالات الأقوى والقادرة على الحرب الميكروبية والفيروسيةالقادمة وعلى رأسها جائحة كوفيد.١٩وما يصيب العالم من ذعر وخوف في مواجهته عفانا الله وإياكم من الفيروس اللعين واثاره ونجانا جميعا منه ، ساكف عن الحديث واحاول الدخول للب الموضوع دون إطالة أكثر من ذلك ولكنها مقدمة لابد منها٠
في دراسة قام بها مجموعة من الظرفاء والذين لا يجمعهم رابط إلا الصداقة لسنوات عمر ليست بالقليلة قرروا فجأة دراسة أسباب بقاء صداقتهم لفترة كبيرة رغم إختلاف توجهاتهم الحياتية والدراسيةوحتى ميولهم الكروية وحقا كانت خلاصة الدراسة قمة في السخرية، فبعد ان بدأ تجميع وإستخلاص آرائهم حول سر بقاء صداقتهم وبينما الجميع يدلو بدلوه كان لفيلسوف وعبقري الشلة راي اخر راي بدا بجعلهم يقهقهون قبل ان ينتبهوا لقرب فرضيته مع الحقيقة ،فقد وقف موقف المعلم لتلاميذه وصاح انظروا لأنفسكم وضعوا ايديكم فوق الرؤوس هل يوجد شعر إلا عدد أصابع اليد الواحدة يا رفاق البقاء للاصلع هنا تكمن الحقيقة وتتجلى خفاياها٠
بدا الجميع وكأن على رؤوسهم الطير كيف لم يلحظوا يوما أن جميعهم من ذوي الرؤوس الصلعاء؟ وهل لهذا حقا دورا في استمرار علاقتهم بل وفي صداقة غيرهم بل الادهى هل توصل الفيلسوف بالفعل للحقيقة؟
دعهم ودراستهم وشأنهم اما فيلسوف شلتهم والذي تنعته انت الان ب فيلسوف الغبرة كان لرأيه في نفسي حاجة فقد جعلني أفكر في فرضيته بل واتناقش مع عقلي في أسباب بقاء صداقتك بالاصلع حتى وإن لم تكن اصلعاو لم يصيبك دور الصلع ولو على سبيل أشهر صلع مصري والمعروف باللغة الدارجة بأصحاب الجناب الخفيفة والمقصود جانبي مقدمة الراس حيث يزحف الصلع اولا منهما عامة فلقد تقمصت انا الاخر دور الفيلسوف ولكن بيني وبين نفسي قبل أن اتخيل لماذا قد نفضل الصديق الاصلع؟
:وقد لخص عقلي الأسباب في النقاط الاتية
١. الصلعة ولو كانت خفيفة ومن النوع المبكر تعطي صاحبها وقار ولازلت أتذكر زميلي في ثانوية عامة كانت البنات في مثل أعمارنا تلقبه بعمو واونكل لا من باب التنمر لا سمح الله ولكن من باب تبجيل الكبير وإحتراما لتلك الصلعة التي تشع نورا كالبدر في سماء مظلمة٠
٢.تخيلت مشاجرات وضع الجيل وكريمات تثبيت الشعر بين الرفاق أثناء السفريات والرحلات وما شابه فيالها من سعادة ان يكون رفيق غرفتك آنذاك اصلع بهذا انت ضامن لبقاء اشيائك في امان٠
٣.إذا كنت من الشباب اللي مقطع السمكة وديلها تستطيع ببساطة إستخدام زميلك الاصلع في التعارف على المزيد من البنات وإنقاذك من براثن اهلهن إذا وقعت الفأس في الرأس وتمثيل دور اخوك الاكبر او خالك او عمك او اي حد يستطيع أن يضربك قلمين او يشخط شخطتين مطيباخاطر اهلهن وتنفض مشاجرة يعلم الله وحده لولا وجود تلك الصلعة فوق راس صاحبها كيف ستكون العواقب؟
٤.إعتماداعلى تلك الصلعة هناك دائما إدعاءبالعبقرية وكيف أسقط التفكير شعر راس صاحبها بالإضافة لثقافته الجمة وعلمه الغزير حتى وإن كان لا يقرأ إلا مجلة ميكي وراسب ثلاث مرات بالثانوية العامة تظل الاسطورة تربط بين العبقرية والصلعة ووصل الأمر الإدعاء بأن أينشتاين كان يرتدي باروكةشعر فكيف لهذا العبقري ألا يكون اصلع بل ويكون بشعر عزيز٠
٥.وكما تخلصك صلعة صديقك من براثن اهلهن ممكن إستغلاله بنفس
الدور ولكن بشكل إيجابي مدعيا إنه المسؤل عنك اثناء تقدمك لخطبة زميلتك وانت على علم برفض والدها لصغر عمريكما ولكنها خطوة إثبات حسن النوايا وكنوع من تأدية الواجب نحو تلك البائسة التي تظن أنك فارس أحلامها بينما فارس نفسه كف عن الأحلام ما علينا.
توقف عقلي هنا واكتفيت بتلك الفوائد للصديق الاصلع الذي يجب أن تدوم علاقتك به وتتحمل عيوبه حتى ولو على سبيل إنتظار دورك فما حدث ويحدث وسيحدث حولنا لابد معه من نهايتين لا ثالث لهما إما أن تصاب بالجنون وتكون أسير مستشفى العباسية والصدمات الكهربية، او تكتفي بقرقضة أظافرك والإصابة يتساقط الشعر محتفظاببعض العقل قبل أن يأخذ الله أمانته، وحتى ذلك الحين فالنصيحة لك ايها القارىء الكريم الاصلع الوفي خير من صديق غزير الشعر وقت الشدة يختفي٠
المزيد من الأخبار
صفات الرسول المصطفى
العصر العباسي: حقبة من الازدهار الثقافي والانهيارات السياسية
كن متفائلاً