كتب: محمد يسري
إدواردو: (يجلس القرفصاء و يضع البذور في التراب، متحدثََا إلى نفسه) لكن هذه رأسي أنا، أنتِ برأسي، لكن الآن لا؛ لستِ حقيقية.
لينا:( تنهض من على الأرض) نعم، أتذكر. كانت هي قبلة واحدة فقط كافية لايقاعي في حبك. حمقاء أنا، مثل ما يقص في القصص. وأتتذكر هذه القبلة؟ بالطبع، نعم… قبلة… قبلة من أميري ذا البهجة، ثم طاااق ها قد حضر، وها هو يرحل؛ وانتهت الحكاية. مازال لدي ذكريات: ذكريات هلع ووجع. أتعرف ذلك الشعور: بأن يبتل سروالك عندما يظهر ذاك الشخص؟ أتعلم ماذا يعني أن تكره رائحته و تكون بحاجة إليها في نفس ذات الوقت. فقد كنت مأويّ الوحيد! ثم يزول كل شئ مع مهب الريح باعتذار، دائما أعذار.
إدواردو: صه عما تقولين، لن تعودين أبداََ جزء من حياتي.( فيحرك إدواردو العصا مهددََا إياه)
لينا: الرحمة، أنت لم تجرب ذلك الشعور: وأن تموت مضروبََا بالعصا.
إدواردو: لا أريد سماع صوتك.
لينا:(فتلتزم الصمت) فقدت إحساس الألم… كان طنين الذباب لا يفارق سمعي.( فتأز لينا أزيز الذباب) وكأنها مروحية فتكت بي. ثم حمدت الله على ذلك، ولا أمزح؛ وودت لو أموت؛ كل ما مررت به: وكأن أحلام المنام تتابع وتكمل بعضها البعض.
(فتُصرع لينا على الأرض. وهو يلقي بالعصا كما لو أنه يلقها في لهب ليفتك بأجزاءها اللهب، لكنه بدون عمد ألقاها على مقربه منها، ثم يجلس تارة أخري ليكمل ما بدأه مع نباتاته).
لينا:(تلقف العصا) لا تنس عصاك، لن يقبضوا عليك. (فينقطع النور حين إذ، فيشعل إدواردو مصباحه) العصااا ( فيطفئ المصباح، فيعيد إدواردو إشعاله). لا تنس عصاك. (فيسود الظلام للمرة الثالثة، فمن جديد يشعل إدوادو المصباح). لن تقدر عليّ. لن أبرح رأسك تلك، ولا أعرف لهذا سبب، بل أنت من وجب عليه معرفه السبب.(فتأز لينا وتأز كما الذبابة).
إدواردو: ولو قطعتيني إربََا إربََا، فأنتِ لست موجودة. أنتِ داخل عقلي فقط.
(فيضع يده على رأسه، بينما لا تبرح لينا أزيزها) ما هذه الجلبة! كفى! إياكِ عنها.
لينا: هذه الجلبة أنت من أحدثتها، وأنت من يمكنه كبحها.
(فتتهوى لينا على الأرض، وينتهي صوت أزيز الذباب. يطفئ نور المصباح، وتشعل أضواء المكان كما كانت؛ فينظر إدواردو حوله يحاول أن يعرف أين هو، كما لو كان مستيقظََا من كابوس؛ فيبصر بلينا راقدة على الأرض، فيهرع إليها، ولا تسعه الحسره.
المزيد من الأخبار
ولنا مع الاكتئاب حكاية
فراشة الظلام
تمني