حوار: عفاف رجب
إنه مفخرة الأزمنة وورث الأجداد آلا وهو الشعر العربي الخالد، وبما أن الشعر من رحم الأدب وهذا الأخير من رحم الأم لغة الضاد، والذي يمتاز بالمرونة والتكيف مع تطورات الحضارة، فهو ليس منوط بتعريف ثابت جامد، بل هو مرن يتكيف بتغير الشعراء وبيئتهم وشخصيتهم.
فجئنا إليكم اليوم مع شاعرٍ تردد قصائده بين المحبين للشعر، أحمد إبراهيم رياض شاعر صاعد، مواليد 1/7/ 2002، من أبناء محافظة البحيرة، يبلغ من العمر الـ22 عامًا، يصدر له هذا العام الماضي رواية” قانون ستة”، أما هذا العام رواية “ما بعد الإله”، وديوان بعنوان “ازاي عشرين” وهو حديثنا لليوم.
_تعددت فنون الأدب من رواية وقصص وغيرها؛ فلمَ اختار “أحمد رياض” الشعر، ماذا وجدت فيه؟
– اخترت الشعر لأن له نغمة يتردد صداها في الآذان، وينبعث تأثيرها على الوجوه.. فتراها تارة باسمة، وتارة حزينة، وهذا يبعث في النفس شعورًا بالطمأنينة والراحة.
_عادةً لكل كاتب بداية مأساوية تجعله ينعزل عن البشر ويلجأ للكتابة كـ حل بديل للتعبير عن ما يجول في خاطره، كيف كانت بدايتك؟
– على صعيدٍ آخر، لم تكن بدايتي مأساوية، وإنما تم الإعداد لها، سواءً بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة.. فمثلًا بدأت في سن العاشرة بقراءة ما كتبه البخاري من تفسيرٍ للقرآن، وما تركه بن حنبل من إرث، وكذا الغزالي وغيرهم.. ثم خرجت من هذا الموضع لأغوص في ما تمليه قريحة العرّاب على الورق، فقرأت سلاسل وإصدارات بعدد لا أذكره للراحل أحمد خالد توفيق، والراحلون من شعراء العصر الحديث في الشعر الفصيح والشعر النبطي.. هكذا أكملت بناء شاعريتي وبدأت.
_الوصول للنجاح يحتاج إلى اجتهاد وعزيمة قوية، وكل كاتب تُقابله عثرات في طريق النجاح، كيف صنعتِ من تلك العقبات إيجابيات لك؟
– السلمة المكسورة تجعلك تصعد درجتين بخطوة واحدة.. لذلك العقبات مهمة.
_وراء كُل شخصٍ ناجح، شخصٌ ما يثق به ويدعمه في كل خطوة، مَن كان مُلهمكِ في نجاحك؟
– لا أذكر غير أمي، لولاها لما أكملت في طريقٍ استنكره عليّ أهل بيئتي الريفية.
_ومن هم أصدقاؤك المقربون إليك داخل الحقل الأدبي؟
– صديقٌ مقرّبٌ واحد، وهو (الشاعر محمود السيد) ثم الشاعر الكبير أحمد الجبلاوي، والشاعر أحمد فهمي، وغيرهم..
ثم الكاتب الدكتور أحمد خالد مصطفى.
_لكل شاعر عناصر أبداعية يستند عليها، وتساعده على استخراج كل الموهبة الدفينة داخله، ما هى عناصرك الأبداعية؟
– التراث، الطبيعة، الصورة الشعرية، قدرة العقل على استلهام الفكرة، وقدرة المخزون الأدبي على إخراجها نصًا سليمًا متماسكًا.
_يصدر لحضرتكم عملك الأول تحت عنوان “إزاي عشرين”؛ حدثنا عن هذا الديوان، وما هي اكثر القصائد به التى أثرت بالشاعر أكثر؟
– ذكرت سابقًا أنها تجربة خاصة عامة، بمعنى أنني مررتُ بها أو مرّت هي من خلالي، ويمر بها آلافٌ غيري في نفس ذات الوقت.
هؤلاء الذين أنهكتهم الحياة حتى صاروا في نصفها الأسود، يمشون مع الظل أينما تمدد.
أما عن القصيدة الأقرب لي من بين قصائد الديوان، هي قصيدة بعنوان (حضن المطار) وتحكي عن عنصرية الحياة، وتفرقتها المجتمع إلى طبقتين، حتى أن الطبقة العليا في ذاك المجتمع تحتكر مقومات الحياة الايديولوجية لنفسها فحسب.
_من الذي تحب أن تقرأ له الكاتب من الكتّاب القدماء؟ وبمن تأثرت أكثر؟
– د. أحمد خالد توفيق
– د. نبيل فاروق
– أحمد فؤاد نجم
– الابنودي
– فؤاد حداد
وغيرهم الكثير.
_مقولة تؤمن بها، وذات أثر على نفسك.
– “إذا تمنّى المرءُ شيئًا، طوعت الدنيا بأكملها لتحقيقه”.
_ما رأيك في ورشات الكتابة التي تقام لتأسيسهم، والكيانات وغيرها؟
– لا أعلم.
_كما يصدر لكم رواية بعنوان “ما بعد الإلة” عما تدور أحداث الرواية؟ وكيف كانت أجواء كتابتك لها؟
– كانت لها طقوسها الخاصة، حتى أنها أرهقتني، وبلغ مني الجهد مبلغًا وأنا أعدها.. أما عن ماذا تتحدث، فأترك لكم اكتشاف ذلك.
_برأيك ما النقاط الأساسية التي يجب أن يضعها الكاتب نصب عينيه عند بدء الكتابة؟
– هل هو على استعداد للكتابة أم لا؟
– هل ما يكتبه سيكون له أثر سلبي أم إيجابي على المجتمع؟
– ما هي المقومات التي تؤهلك للكتابة؟
_النقد السلبي بالنسبة للشاعر هدام أم بناء.. وما أثره عليك، وما الذي تريد قوله لنقادك؟ وبماذا تنصح النقاد عمومًا؟
– لا يوجد شيء اسمه نقد بنّاء او هدّام.. النقد نقد.. وينبغي على الناقد أن يرى النص ثلاث مرات، مرة بعين الناقد، ومرة بعين الكاتب، ومرة بعين القارئ.. ثم يحكم.
_صدر لكم رواية “قانون ستة” بالعام الماضي؛ اطلع قراءك على اكثر على الرواية؟ واقتباس منها.
– هي رواية اجتماعية خيالية، تنقسم إلى جزئين، الجزء الأول تكون مغامرة مبهمة في الكشف عن أسرارٍ تقود البطل بعائلته إلى أصقاع الجحيم حيث مردة الجن، وشياطينهم.. وهنا يبدأ القسم الثاني من الرواية..
_إلاما يطمح الشاعر بالمستقبل؟
– إلى كونه رمزًا من رموز المجتمع البارزين في مجالهم.
_تم تعاقدكم مع دار نبض القمة؛ كيف جاء هذا التعاقد اي وصل إلى حضراتكم؟ واخبرنا عن كيفية تعامل الدار معكم؟ وهل هناك رسالة تود إرسالها لهم من خلال حواركِ؟
– كان النشر معهم ضمن الخطة منذ البداية لما عُرف عن الدار من صدقٍ وأمانة..
أما عن تعاملهم، فلم أر كهذا تعامل ومصداقية، وسرعة رد، وإخلاص.
_وقبل الختام ما الذي يجعل الشاعر متميز وهل التميز له علاقة بأن يكون للكاتب قراء كُثر؟
– الجمهور أحد مميزات الكاتب، لكن ليس أهمها.. أهم شيء بالنسبة للكاتب هو أن يكون كاتب.
_وبالنهاية؛ بما تود أن ينهى حوارك معنا.
شكرًا جزيلًا على هكذا مجهود، شرفت بهذا الحوار جدًّا.
المزيد من الأخبار
الكاتب أمير عاطف في حديث عن أعماله لأول مرة بمجلة إيفرست الأدبية
كتاب “خطوة ومشاعر” لـ راضية عبد الحميد معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
رواية “سبيل” لـ حنان رضا معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية