كتب:عاطف محمد
هل؟؟
هل كل ما تراه صحيحًا ؟
هل كل ماتسمعه حقيقيًا ؟
هل كل ما تشعر به صادقًا؟
مليار هل وهل ، فى هذا الزمن أصبح هناك تغيرًا وتنوعًا يجعلك مجبرا أن تدقق وتفكر وتعيد النظر فى بعض الأشياء قبل أن تصدر أحكامك….
فى القصة مقصدي
فى ظهيرة أحد الأيام ومع نسمات فصل الربيع ، قرر الزوج اصطحاب زوجته إلى رحلة ترفيهية ، لأنه شعر بأنها فى حالة سأم و ملل وفتور( وهنا أهمس فى إذن كل زوج كن ملاحظًا لحالة زوجتك المزاجية وساعدها لتتخطى لحظاتها الصعبة ) نعود لقصتنا…. حاول الزوج إخراج زوجته من حالتها، فذهبا معًا إلى حديقة الحيوان، فكثيرا ما احبت الذهاب إليها وذلك لما فيها من ذكريات الطفولة العديدة لها والتى تحملها منذ أيام المدرسة ، فقد كانت أغلب رحلات المدرسة لها ، وقد قصت هذا على زوجها ، كما أنها تحب الحيوانات كثيرًا ، وترى أنها صادقة فى مشاعرها واضحة فى أفعالها لا تجمل ولا تداهن ولا تنافق ولا تظهر خلاف ماتبطن .
أخذ الزوجان مايحتاجان إليه وذهبا
وهناك جاءت جلستهما عند جبلاية القرود فشرعت الزوجة فى إلقاء بعض المأكولات من (موز وسودانى وغير هذا )اعدتهم خصيصا لهذا المكان ، ولفت نظرها القرد وهو يلاعب زوجته ويداعبها ويقفزان معا فى مرح وسرور فنظرت إلى زوجها وقالت:
أنها قصة حب رائعة ، بين زوجين حبيبين اعتقد أن أعتى الظروف لا يمكن أن تفرقهما،
لم يرد الزوج واكتفى بنظرة لها دلالات كثيرة لدرجة أن الزوجة لم تفهم معنى تلك النظرة ،
فاصطحبها الزوج إلى بيت الأسد، وجاءت الجلسة قرابة أحد الأقفاص وكان به أسد كبير الحجم ، له هيبة واضحة يجلس فى صمت وتأمل و يجلس بعيدًا عن زوجته التى كانت تنظر له كل وقت وحين فى نظرت فسرتها الزوجة بأنها تريد التعبير عن حبه لها كما يفعل القرد، فاشفقت الزوجة على زوجة الأسد وتنهدت وقالت بحزن عميق : أنها قصة حب مأساوية تحمل من الهموم ما يجعلها سوداوية طرف لا يفهم الآخر ولا يدرك مشاعره ،
ثم نظرت إلى زوجة الأسد كأنها تواسيها وقالت لا تحزني لعله يعى قدرك ويهتم لك
وهنا قال لها الزوج على الفور وهو يناولها زجاجة بلاستيكية صغيرة فارغة من الماء : زوجتى الحبيبة ألقى بهذه الزجاجة على زوجة الأسد وشاهدى ماذا سيحدث،
لم تفهم الزوجة مقصده وطلبه الغريب ولكنها شغفت لمعرفة رد الفعل ، فألقت الزجاجة بهدوء شديد على زوجة الأسد ، وفور إلقاء الزجاجة على زوجة الأسد ثار الأسد ثورة عارمة وهاج وماج وأصدر أصواتًا أصابت كل رواد بيت الأسد بالرعب والفزع ، وسقطت الأشياء من أيدي البعض وانكمشت الأطفال فى أحضان أمهاتهم ، واتجه الأسد فى هجومه نحو الزوجة التى فزعت بشدة، احتضنها زوجها مطمئنا أنه بجوارها ولن يسمح لأى كائن كان أن يؤذيها حتى لو كان أسدًا، ولكنها خشيت أن يقفز الأسد عليهما فطمئنها مبتسمًا أن حديد القفص من القوة بحيث لا يستطيع الأسود اختراقه إنه آمن بدرجة كبيرة.
فهدأت الزوجة فاصطحبها الزوج ممسكًا بيدها بقوة وذهبا إلى جبلاية القرود واجلسها واخرج لها زجاجة عصير وأصر على ان تشربها وبالفعل شربتها وهنا طلب منها أن تلقى الزجاجة على القرد وزوجته فنظرت له نظرة (مرة أخرى نفعل هذا) وترددت قليلا ولكنها مع إصرار زوجها ألقت الزجاجة وأمسكت بيد زوجها تحسبا لردة الفعل ، ولكن كان رد الفعل مفاجأة لها فقد هرب القرد الزوج حتى لا تصيبه الزجاجة هرب وترك زوجته التى كان يلاعبها منذ لحظات هرب فارًا بنفسه ولم يعبأ بزوجته وما يمكن أن تتعرض له ،انحدرت دمعة من عين الزوجة فمسح الزوج عين زوجته بحنان واحتضنها واصطحبها لمكان آخر ثم قال لها :زوجتى الحبيبة لا تنخدعي بما تشاهديه لا يغرك المظهر فقد يكون مصطنعا يحمل الزيف فى طياته ، فبعض المظاهر زائفة المشاعر تظهر لنا براقة لامعة لكنها أبعد ما تكون عن الحقيقة ، وعلى النقيض هناك من يحتفظون بمشاعرهم فى قلوبهم المفعمة بالحب والحنان، وتظهر هذه المشاعر فى الأوقات المناسبة حتى تدعم وتؤكد وتقول الهمسات واللمسات والكلمات أعذب الألحان بأنها تحب وتستميت فى حبها ، وهنا أيقنت الزوجة أشياء غابت عنها ….
فليس كل منعزل فاقد الرغبات فقد يكون انعزاله لحكمة ولكنه على صلة بالحياة ولكن فى الوقت المناسب.
وليس كل محتشمة على جهل بأحدث صيحات الموضة فقد تكون مبدعة لها ومصممة لخطوطها.
وليس كل متسامح متنازل عن حقه ولكنه يعلو فوق الصغائر .
ولا يعنى أن كل كريم يعطى ماله بسخاء من الكارهين للمال ولا يحب الاحتفاظ به ولكن كرمه غلب اقتنائه للمال و واجه نفسه بحقيقة أن العطاء لذة وثواب وإيمان فعمد إلى العطاء الدائم وقال الله فى هؤلاء
قال تعالى
(ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻑ ﻣﻘﺎﻡ ﺭﺑﻪ ﻭﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ * ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ)
وليس كل ذاهد للطعام قد شبع من لذته فهو جائع ويحتاج للطعام ولكنه ينأى عن الطعام ويتركه لغيره فهو يرى أن غيره أحق به أنه الايثار.
وليس كل من يضحك فى غاية السعادة، بل قد يحمل فى قلبه همومًا لاتعد ولا تحصى ولكنه تعوَّد أن يسعد الآخرين وأن يكون الوجه البشوش الذى يطمئنهم.
ولنعلم جميعا
٠ أن مشاعرنا النبيلة قد لا يدرك نبلها من يفقدون الشرف ولا يعرفون النيل أبدًا.
•إن احترامنا للناس لا يعنى بالضرورة حاجتنا إليهم أو انتظار المساندة منهم، ولكن فى النهاية هو مبدأ يعلمه لنا الدين الحنيف والتربية السليمة والخلق القويم .
لذا علينا أن نكون أثرياء بالأخلاق أغنياء بالقناعة كبار بالتواضع نساند الحق ندعم القيم ونعلو بكل جميل وأصيل،
• تعلَّم أن لا تنظر أبدًا لمن يتحدث عنك بسوء من خلفك لأنه بهذا هو خلفك ولن يتقدم عليك.
• لا تكن ردة الفعل فى العمل كن الفعل والأمل .
ولنعلم جيدا أن :
•الحب ثماره تنضج بالمودة، وتتعمق جذوره فى القلوب بالمساندة فما زرع لا يجدب أبدًا.
•كن أمل من لا أمل له ،وعز من لا عز له ،كن شمس الحياة لمن يعيش فى برودة الدنيا .
٠ علم ابجاديات الحب للجميع ، حتى. يقرأ من يجهل قراءة الحب .
٠ عندما تنصح كن أول من ينتصح ويعمل بالنصيحة ، فنحن رائعون عندما ننصح،
ولكن فى محطة نصحنا نتعمد عدم النزول.
كن أنت ولا أحد سواك…..
المزيد من الأخبار
صرخات أصحاب الأخدود تعود في خيام النازحين
حكاية ارض
حكاية ارض