العنف الأسري وتأثيره

Img 20240220 Wa0111

كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف 

 

أن العنف الأسري له تأثير كبير وسلبي، وخاصةً لدى الأطفال وللأسف أكثر المُتضررين من شجار الأب والأم هُم الأبناء، الأباء والأمهات حين يبدأ الشجار يحاولون بالبداية، التأكد من أن الأطفال غارقين بالنوم، أو مُنشغلين بشئ ما؛ ولن ينتبهوا على شيء وربما هذا التفكير يؤكد فكرة حُب الأباء والأمهات لأبنائهم؛ ولكن للأسف تلك الفكرة لن تدوم طويلًا لأن عندما يبدأ الشجار يكون بالبداية مجرد نقاش، حتى يبدأ كل منهم إلقاء اللوم على بعض بحدوث أي المشكلة، ثم يتحدث كل منهم بلُغة الأنا وإظهار برائتهُ من المشكلة؛ حينها يتحول النقاش إلى شجار وجدال حاد، ويعلو الصوت كل منهم على الآخر؛ ليظهر أنه على صواب وينسوا وجود أطفالهم بالمنزل، ثم يسمعون الأطفال صوت الشجار ويدخل الخوف بقلوبهم، وانهيار قلوبهم الرقيقة التي لا تتحمل ندوب حتى، ويروا مدى أنانية الأب والأم ويسمعوا إهانتهم لبعض؛ ثم يبكون بصمت ويختبئون حتى لا يراهم أحدًا منهم.

وعندما ينتهي الشجار يعودون الأهل بالتفكير بأطفالهم، ولكن عندما يحدث هذا يكون قد فات الأوان، وثم يدَّعون الأطفال أنهم غارقين بالنوم؛ حتى خروج الأم من الغرفة ويبكون بصمت وتمُر الأيام والشهور والأهل ينسوا المشاكل والشجار؛ ثم يظلوا الأطفال محتفظين بذاكرتهم هذا المشهد المُحطم، ويتذكرونهُ بشكل الدائم ومع الوقت يكرهون العائلة، والأب والأم ويتولد بداخلهم شعور الكراهية تجاه فكرة تكوين أُسرة، والزواج حتى يبلغون ويخشوا فكرة الزواج أو وجود علاقات حتى، أن الشجار يحدث بكل البيوت، وربما مع مرور الوقت يجعل الأسرة تنسى أي شيء يتعلق بهذا الشجار؛ ولكن الطفل لن ينسى ما رآه وما سمعهُ مهما مرت السنوات؛ لذلك قبل أن تحرصوا ليثبت كل منكم مَن على خطأ ومَن على صواب، فكروا بأطفالكم قليلًا وبمشاعرهم، وبما ستؤثر عليهم تلك الشجارات بالمستقبل؛ لأن للأسف الأنانية تبني حاجز بين أبنائكم والعلاقات التي يدخلون بها، ويجعل شعور الخوف والتردد يسيطر عليهم، ويمنعهم من الدخول بأي علاقة بالحياة.

عن المؤلف