كتب: محمدالنور عبدالله
أتت إليَّ تحدثني بأن الثقة قد بُترت من أفئدة الفتيان ومن هجران السعادةِ لقلبها وأنها باتت لا تثق بمشاعر رجلٍ، مُتجاهلةً أني رجل كغيري من الرجال بيد أني في نظرها طفلاً تسرد له تفاصيل حياتها، أخذتني من يداي وجلسنا وسط حديقةٍ خضراء تتراقص فيها حشائشها، هب النسيم إلى جانبنا مُقبلاً خديها ومُنصتاً.
عشرينية، هيفاء، تميل إلى القصر منه الطول، ممشوقة القد، عينها شديدة السواد، يشتيها كلما من نظر إليها، كانت عذبةً، قالت بثقةٍ:
الحب بات سلعةً يشترى بهاالأوغاد ملذاتهم، ثم أرهصت القول وأكثرت فيما كانت تظنه حقيقةً.
وأنا لا يهمني حديثها، كاحمرار شفتيها، كرقة وجهها حين تبتسم، ككفلها حينما يتمايل عندما تتحرك.
نظريةً تليها الأخرى، حتى أخذ الملل نصيبه منا، حدثتها فقمنا سوياً نسير وهي إلى جانبي أنثى خصبة، كأننا طائرين من الشمال قررا فجاءةً السفر جنوباً، وسط غياهب الليل.
نتخبط في المشي تارةً، نقف تارةً أخرى إلى أن أمسكت بيدي واتكأت عليَّ، أخذتها إلى حجري مُلعناً انتصاري، وسمعتُ هزيز الشتاء يردد من حولنا أن لا شيء يعلو فوق الطبيعة.
المزيد من الأخبار
كفى بالموت واعظًا
من أجلي
لا تُنفق مالًا في معصية