- قصة: أساطير في البرية
للمُبدعة الصغيرة: وهاد محمد زاهر
« الجزء الثاني »
ظل الحال كما هو عليه، ديفيد يُصارع المرض، بل تم نقله إلى المستشفى لعل الأطباء يستطيعوا التقدم بحالته الصحية، لكن بلا جدوى، على الجانب الآخر، حرص سام على بقاء ديفيد طريح الفراش، بل وقام بتحريض زوجته بيلا ضده، فصارت بيلا زوجة ديفيد تبغضه، فلم ينتهِ شر سام إلى هذا الحد، بل وسوس إليها كالشيطان؛ لتقوم بخلع ديفيد سرًا والزواج منه، في بداية الأمر لم توافقه، لكنها طاوعته في النهاية، واتبعت أوامره وتزوجوا سرًا دون علم من أحد، حتى هؤلاء الذين شهدوا على زواجهما قام سام بقتلهم في الخفاء؛ كي يُخفوا أي أثرٍ لعلاقتهما بعد خروج ديفيد من المستشفى؛ كيلا يشعر بأي شيءٍ مُريبٍ …
حاول سام وبيلا كثيرًا التخلص من ديفيد الذي لم يعد يدري شيئًا حوله من شدة مرضه، فلم يكتفِ سام بذلك بل أخرج شهادة وفاة لإدوارد كي يعلن هو وبيلا بعد ذلك زواجهما الشرعي – من وجهة نظرهما – علنًا، فقام بإرسال جنود متنكرين في هيئة عامة الشعب؛ ليقوموا بخطف شاب ما بين السادسة والتاسعة عشر من عمره؛ كي يقتلوه ويُعلنوا وفاة إدوارد رسميًا للجميع، وبالفعل نجحوا في فعل ذلك، وأحرقوا جثة الشاب المخطوف كيلا يتعرف عليه أحد … ثم بدأوا في تنفيذ الجزء الثاني من خطتهما، وهي قتل ديفيد، دخل سام وجنوده غرفة ديفيد وقتلوه بدمٍ بارد على فراشه كما هو، مُدعي أنه نائم، حتى يَنصدم الجميع بموته، كأنه مات طبيعيًا من شدة المرض.
في اليوم التالي، دخلت بيلا غرفة ديفيد وصرخت صرخةً كأنها لم تكن تعلم بأنه قد قُتل أمس، وتم إعلان وفاة ديفيد للجميع، وقامت بتوثيق وفاته لدى الملك الحاكم …
بعد ثلاثة أيام…
أرسلت بيلا جثة الشاب المحروق مع سام؛ كي تُوثق بالدليل موت إدوارد هو الآخر، فتصير هي الوريثة الشرعية الوحيدة لكل من ديفيد وإدوارد، وتصبح أموالهما لها ولسام أيضاً، فلم يكتفوا بذلك فقط بل وبعد شهر أو بضعة أسابيع أعلنوا جهرًا زواجهما، لتصير الثروة باسم سام وبيلا فقط.
بعد أيام من إعلان سام وبيلا زواجهما، علم إدوارد بذاك الحدث الغريب، ليقرر العودة إلى القرية مرة أخرى، مُتنكرًا كيلا يتعرف عليه أحد، ليعلم ما حدث مع عمه ديفيد وزواج سام وبيلا الغريب من أقاويل العامة، ثم عاد مرة أخرى إلى الغابة، بعد أن تيقن أن بيلا زوجة عمه خائنة، مُخادعة، لا تُؤتمن على شيء، بل قتلت عمه وسرقت ثروتهما، ظل الفتى هائمًا في الغابة لا يعلم ماذا يفعل، أو كيف سيواجه سام وبيلا ويُعيد ثروته المسروقة منهما مرة أخرى، بعد أن تأكد أنها قد خدعت الجميع بالإدعاء أنه مات في الغابة، فبالرغم من حزنه الشديد على قتل عمه، وسرقة ثروتهما إلا أنه كان ذكيًا، لا يخشى شيئًا، فبدأ يُفكر فيما سيفعله كي يعيد ما أُخذ منه في غيابه.
بمساعدة الخرائط والكُتب التي كانت معه يدرس منها، علم بوجود حكيم يقبع في مكانٍ ما بعد التلال المُلونة السبعة، فما هي تلك التلال المُلونة السبعة؟
تلك التلال المُلونة: تلال عظيمة، وشاهقة، مساحتها كبيرة للغاية، لكل منها ما يُميزها عن غيرها، يعيش بها العديد من الكائنات الخيالية، وتماسيح، وديناصورات، وتنانين، وثعابين، وما لا يتخيله عقل، إدوارد قد كان يعلم بوجودها لأنه يعلم أن والده – كيفين – قد مات في رحلة استكشافية إلى تلك التلال المُلونة، لذا فقد قرر الذهاب إليها للبحث عن ذلك الحكيم الذي سَيُعاونه؛ ليُعيد ما سُلب منه بالقوة…
وما زالت للقصة بقية…
تأليف المُبدعة الصغيرة: وهاد محمد زاهر
الإشراف والإخراج الفني الكاتبة: مديحه عثمان
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
وتفاقمت المسافات
جزيرة الأصداف