كتبت: زينب إبراهيم
لقد أعتد أن أراك تعاملهم بلطف؛ إلا أنا، فكنت دائمًا قوية وفي ذات الوقت وهنة أحتاج إليك ما الذنب الذي اقترفته حتى تعاملني بتلك القسوة؟
أشعر بالغبضة تجاههم؛ لأنني التي تستحق حنانك أكثر منهم، فأنا الأقرب إليك والتي يتوجب عليك أن تغطقها بحنوك؛ لكن لم تفعل ذلك مطلقًا، بل سلطت علي وابل النيران من كلماتك ونظراتك القاتلة؛ بينما لم يرق فؤادك لي مرة واحدة تظل تدمي قلبي بالندوب والأوجاع، حتى أنك لم تقل يومًا كلمة طيبة لي كأنني لا أستحق؛ سوى الآلام التي يصحبها الدموع المدمية، فأنا اكتفيت من غلاظتك هذه؛ لأنك لن تتغير مطلقًا، بل جعلتني أمقت الرجال جلهم ولا أريد رؤية أحد منهم أو تكملة حياتي مع أحد؛ لأنهم مثلك بالتأكيد ذوي القلوب المتحجرة هل ترضى لي بزوج يكون بصفاتك؟
إن كنت قد تحملت ما آلت إليه ذاتي وقلبي معك، فيمكنني أن أكون صنديدة من الخارج؛ لكن بداخلي فتاة صغيرة تبكي بحرقة على فقدانك وأنت لا زلت على قيد الحياة، فمتى يريق لي رؤيتك باسمًا وتحتويني بكنفك مرة واحدة دون رؤية القسوة الجلية من عينيك، وصوتك الجهوري الذي تظل تعنفني به، كلماتك التي تبخرت منها العذوبة وحلت مقرها الجفاء؛ فأنا اشتاق إليك كثيرًا وأنت أمامي، ولكن لا استطيع المرح معك كما كنت أرى بطفولتي الجميع يفعل ذلك؛ لكنني إن تجرأت على المحاولة فحسب، رأيت نظراتك تعنفني مع صيحاتك التي لا تكل من بث الذعر بداخلي؛ حتى لا أتفوه بكلمة أو أبدي أي اعتراض واحدًا على ما تفعله معي، لكن ألم تنظر يومًا إلى نتيجة ما تفعله أو حسابه عند العزيز الجبار حينها ماذا ستقول؟ لِمَ حرمتني من كل شيء والذي شرعه الله لي؟ هل تملك أي كلمات تدافع بها عن نفسك؟
أنا لن أسامحك أبدًا؛ لأنني حييت حياة لم يكن من المفترض أن أعيشها، فأنت جردت عني كل أحلامي والتي أبذل قصارى جهدي إلى أن أحظى بها؛ حتى بعد قسوتك تلك وحجب الحياة عني لم تستطع أن تقتل الأمنيات التي تنمو دائمًا بداخل فؤادي، بل كانت تزداد مع يقيني بالله أنه لن يخذلني أو يحطم أحلام قد نمت منذ ولادتي.
المزيد من الأخبار
هل يخشى فقدانك ام لا يقدر قيمتك ؟
من نحن
هلّا عُدت