تجمد المشاعر

Img 20240207 112204

 

كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف 

 

تجمد المشاعر موضوع جديد وغريب للغاية، وربما يكون مُثير أيضًا للمعرفة، والتساؤل.

تجمد المشاعر مرحلة من مراحل، التي يمر بها المرء حينما ينهار؛ من كثرة الضغط، الألم، والمعاناة أنها مرحلة نادرة؛ ولكنها قاتلة للمرء بكل شيء.

هذه المرحلة تجعل المرء من كثرة تحمل المعاناة، الضغط، الظلم والمشاكل التي تنهال عليه؛ حينها يُفضل أن يُجمد مشاعرهُ، حتى لايشعر بأي شيء سواء كان شعور جيد؛ لكنه مؤقت أو شعور سيئ ولكنه ربما يكون دائم.

أن المرء أحيانًا من كثرة الألم، الضغط والمشاكل تجعل حياته بائسة للغاية، ربما أيضًا تجعل لديه أمراض نفسية، وللأسف الأمراض النفسية تزيد من الآلام، ولم تقلل منها وحتى يتخلص المرء من تملك تلك المشاعر السلبية منهُ أمامهُ حلول هذه:

١- الحل الأول: أنه يتخلص من الأشخاص السلبيين المُحيطين به إذا إستطاع فعل ذلك؛ لأن أحيانًا يكون الألم يأتي من أقرب الناس لدينا، ويكون حينها الإبتعاد أصعب وليس من ضمن الإختيار.

٢- الحل الثاني: يتخلص من نفسهِ ومن هذا العالم الظالم؛ بأن ينهي حياتهُ ويخسر أخرته حتى؛ بسبب التفكير بالإنتحار.

٣- الحل الثالث: أن يتأقلم مع كل ما يحدث معه ويتحمل؛ ولكن دون شعور عن طريق “تجمد المشاعر”، وأن يكتم بداخلهِ أي ألم، حزن، رغبة بالبكاء والصراخ، وأن لا تظهر أي مشاعر بداخلهِ على وجههِ، وأن مهما كان بداخلك آلالام وحياتك مُفعمة بالمشاكل، تظهر أمام الناس عكس ذلك “خِداع” أن تخدع الناس بابتسامتك، وهرائك وأن تتعامل بأن حياتك مثالية/ جيدة ولا يوجد فيها أي عواقب، من رغم أن الحقيقة غير ذلك؛ وكل هذا يحدث عن طريق تجمد المشاعر حيث لا تتفاعل مشاعرك مع حياتك/ حالتك النفسية التي تعيش بها، وأن تعيش حياتك بتجمد المشاعر؛ هذه أصعب شيء بالحياة ليس سهل فعلهُ أو الإعتياد عليه، وليس سهل التخلص منه بأي وقت إن أردت ذلك، حتى تُجمد مشاعرك تحتاج للتبلد من كل شيء تسمعهُ وتراه، بل وربما تحتاج أن تتوقع ردود أفعال الناس/ أحاديثهم السلبية لك من قبل الحديث؛ حتى يكون الألم أقل وأثر الصدمة أبسط، وتكتسب مناعة ضد الناس السلبية والكلام السلبي، ولا تضطر أن تشعر بشيء حيال الحديث السلبي، وإن شعرت تستطيع كتم ذلك بداخلك وعدم إظهار أي مشاعر للأشخاص، الذين يتحدثون إليك.

والأصعب هو التخلص من تجمد المشاعر، ليس سهل عليك التخلص منه وقت ما أردت، وإن حاولت فعل ذلك سوف تأخذ وقت طويل حتى تعود مثلما كنت، وحتى تجعل قلبك يشعر بكل ما تريد مثل: الفريزر هو مُفعم بالثلج ومتجمد للغاية، وحتى تزيل هذا الثلج وتجعله ينهار تضطر أن تفصل الفريزر ثم تنتظر بضعة ساعات أو يوم كامل ليذوب الثلج، والمشاعر كذلك ولكنها أكثر صعوبة من الفريزر ربما تأخذ أيام لتذوب وتعود مثلما كانت، وربما شهور، سنوات وربما تظل هكذا طوال حياتك؛ كل هذا حسب المدة التي جعلت فيها مشاعرك وقلبك مُجمدين.

لأكون صادقة أحيانًا يكون تجمد المشاعر هو أكثر حل مناسب؛ حتى تستطيع الإستمرار بالحياة، وممارسة حياتك اليومية دون أن تنهار أمام أحد أو تجعل الأمراض النفسية تتمكن منك،ثم تُفكر بالإنتحار وإنهاء ما تبقى منك.

عن المؤلف