كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف
كنتُ بالماضي أعتقد أن السجن للمجرمين وأنه إجباري؛ ولكنني أول مرة أعلم أنه يوجد سجن آخر يُسمى “سجن الحياة”، وهذا السجن يكون برغبة، وإختيار الأشخاص لمصيرهم وهذا سجن يكون لمَن يبنوا حياة عائلية جديدة، أو يعملون بجِد للحفاظ على ما وصلهُ إليه بالعمل والحياة؛ للأسف العديد من الناس يعتقدوا أن الحياة الزوجية/ عائلية تتلخص بالعمل، والجهد المبذول للتحقيق الذات وجني المال؛ ولذلك يحاصروا أنفسهم بسجن الحياة، أو بمعنى أوضح سجن العمل، والإنشغال الدائم بالعمل دون الإهتمام بجوانب أخرى؛ مما يجعل حياتهم أشبه بالمياة، التي تكون بلا طعم أو لون؛ ولكنها مفيدة للجسد والزيادة بالمياة تجعل الجسد ينقلب عليك وأن العدل والموازنة؛ هُم أفضل شيء بالحياة، وهذا أيضًا ينطبق على العمل إذا كرست حياتك بالإهتمام بالجانب المهني، دون الإهتمام بالجوانب أخرى؛ ستفقد كل شيء بالحياة دون أن تشعر، حتى ستفقد نفسك أيضًا وهذا التأثير لن يحدث لك فقط؛ بل يؤثر على الأشخاص المُحيطين بكَ وخاصةً الأطفال، يجعل حياتهم البدائية شبه مُعقدة؛ بسبب إنشغال الأهل بسجن الحياة؛ ومما يجعلهم يحاصروا أطفالهم، ويمتنعوا من ممارسة طفولتهم، أو الشعور بالإهتمام العائلي ويكون المنزل السجن الخاص بهم، وعندما يتم توسع بالسجن يصبح الإنتقال بين المنزل والمدارس ومراحلها الحياة دون الإهتمام بأي جوانب أخرى، حتى أنهم يحسدون الطيور؛ لأنهم يستطيعوا التحليق والإنتقال من مكان لمكان بكل حُرية عكس الناس، الذين يعيشون بسجن داخل الحياة مثل: أفراد عائلتهم؛ ولكن الفروق أن هذا السجن مفروض على الأطفال، أما البالغين مَن يختاروا هذا السجن، والفرق الثاني: أن مهما كان اهتمامهم بالجانب المهني/ العملي؛ ولكنهم يشعرون بالعاطفة تجاه عائلتهم، ويريدوا قضاء بعض الوقت معهم عكس الأسرة، الذين لا يفكرون بشيء سوى العمل وكسب المال، أن الحياة ليست بها سجون؛ ولكن نحن مَن نضع السجون لأنفسنا والعيش بها طوال الحياة.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور