كتبت: زينب إبراهيم
اليوم هو أسعد أيام حياتي؛ لأنه حينما تشعر أن بهجة قد احتلت عالم من تحب ترى أن السعادة غمرتك أيضًا، ولكن تلك المرة هي ليست سعادتي؛ إنما سرور قلب رفيقتي الجميلة ذات الشخصية الطفولية والمرحة، فهي أكثر من شقيقة لي عندما سمعت صوتها العذب وهو سعيد تيقنت أن سعادتي منذ طفولتي في ابتهاج من حولي؛ لأن السعادة لم تكتب لي، فعندما أشعر بها وإن كان قليلاً تنتزع مني وبقسوة؛ بسبب ذلك الماضي اللعين متى سيرتاح فؤادي من ذكرياته المؤلمة؟
لا بأس عزيزتي، فلكل شخص سعادته الخاصة وبالتأكيد ستمر تارة عليكِ؛ لكنني الآن وبملأ فمي أقولها: إنني أشعر بالسعادة تداعب قلبي الحزين، فإن كان القدر قد أعطاني بهجة عند الآخرين وترصدها ذاتي لا بأس؛ لأن ذلك يكفيني حقًا، حتى ذلك الشعور لا يوصف بأي كلمات أو شكلاً كان؛ لأنه غاني للغاية لا شيء يشبهه، وإني أحمد الله عليه وعلى كل نعمة أعطاني إياها إن الصمود الذي أتحلى به في مواجهة ندوبي ما هي؛ إلا نعمة كبيرة من ربي، فلله الحمد حمدًا كثيرًا طيب مباركًا فيه على كل حال وفي كل وقت وحين إلى الأبد.
الحياة هكذا يا عزيزي، تمر بين سعادة وشجن، ديجور وبريق، وحدة وأنس، راحة ومشقة… إلخ من المشاعر التي تجتاح المرء وعكسها؛ لكنها في النهاية تسير ولا تتوقف، فكيف ليوم أن ينتهي دون قدوم غيره؟
مؤكد إن حدث ذلك؛ ستكون الحياة ذاتها قد انتهت وذهبت إلى حياتك السرمدية، فهناك لن يكون أنين قط أو ندوب أعسانها تؤرق نومك والحياة بأكملها؛ نعم إنها الحقيقة، فلن يشعر بها أو بكلماتي؛ إلا من قد مضى برحلتي الكاسفة ذات الملامح المبهجة، فهي في البارز سعادة وباطنها ألم لا ينتهي ومَن يعلم؟
مِن الممكن أن تكف عن الأنين وتسلك مسار السرور بغدق لا مثيل له، فتكون تلك هي النتيجة المرتقبة من صراع طال سنين مع ذات أبت أن تستسلم ليأس الشجن وظلت معتصمة بالله الرحيم؛ ثم ذلك البصيص من الأمل في حياة مقبلة، لكن على عكس ذلك العمر الذي مضى بين طيات الهلع السرمدي.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور