كتب: حلمي خالد
في بساتين الذكريات وعتمة الحاضر، تتلاقى خيوط الزمن والإنسان. فالزمن، هو تلك الكيان العجيب الذي ينسج خيوطه بين لحظات الماضي، ولهب الحاضر، وآمال المستقبل. وفي هذا الزمان الجارف، يعيش الإنسان مع الزمن، يتأرجح بين مراحله المتلاحقة، يتأمل في ذكرياته ويحلم بمستقبلٍ أفضل.
فالإنسان، تحفة فريدة في هذا الكون، يمر بمحطات الحياة كالزهور تتفتح وتذبل، يعيش في دوامة الأحداث والتجارب، ويتأرجح بين فرح اللحظات الجميلة وحزن اللحظات الصعبة. ومع كل تجربة ينمو، ومع كل صعوبة يتعلم، ومع كل فرح أو ألم يبني ذكرياته ويحملها معه في رحلته خلال الزمن.
وهكذا، يتلاقى الإنسان مع الزمن، يبني حاضره بأحلامه وتطلعاته، ويحمل ماضيه كدروس تعلمها، وينظر إلى مستقبله كفرصة للتجديد والتحسن. وفي هذا التلاقي، يحمل الإنسان مسؤولية تشكيل الزمن وترك بصمته فيه، فكيفما كانت تجاربه ومواقفه، يظل الزمن يحمل بصماته وينقشها في سجلاته.
في نهاية المطاف، يظل الإنسان والزمن مرتبطين برابط لا يُفكّ، فكل إنسان يعبر عن زمنه بطريقته الخاصة، وكل زمن يشكل الإنسان بصورة ما. وربما في هذا التفاعل المعقد بين الإنسان والزمن، تكمن أسرار الحياة وجمالها، فكل لحظة تمر تاركة بصمة في الزمن، وكل إنسان يعيش يمحوها أو يرسمها بأفعاله وذكرياته.
فلذا، لنحتفي بالزمن والإنسان، ولنبني من تجاربنا وذكرياتنا ما يجعل الزمن يبتسم لنا، وليبقى ذلك التفاعل الدائم بين الإنسان والزمن مصدر إلهام وتأمل، فقدر الإنسان يكمن في كيفية قراءته للزمن وتأثيره فيه، وفيما يبنيه ويتركه خلفه في رحلته عبر هذا الكون الواسع.
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!