إنكسار المرء (الجزء الثاني)

Images (7) (4)

 

كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف

 

إنكسار المرء يأتي عن طريق أكثر من جهه، وأكثر من شكل والجزء الأول من خاطرة إنكسار المرء تحدثنا عن “سوء التفاهم، التلاعب بالمشاعر”

والجزء الثاني سوف نتحدث عن طريقين آخرين هما:

١- التخُيل الذهني للموقف: وهذا الطريق له علاقة”سوء التفاهم” يأتي سوء التفاهم أحيانًا من خلال تخيل ذهني لنا بأمر/ موقف ما؛ بمعنى أن ربما وقعت عينك على موقف ما غير مفهوم/ غير مُكتمل؛ ثم تبدأ بالتساؤل والتفكير وتبدي إهتمام كبير الأمر، ويبدأ الفضول بإكمال القصة عن طريق العقل، كيف هذا؟

سوف أجيب عندما يحدث أمامك موقف غير مكتمل، وأردت إكمالهُ/ أو إكمال وجهة نظرك دون إنتظار معرفة الحقيقة الأصلية الكاملة؛ حينها يبدأ التخيل الذهني دورهُ ويجعلك تتخيل الجزء الصغير من الموقف، الذي وقع عينك عليه؛ ثم يقم التخيل بإكمالهُ لك دون شك لحظة إذا كان هذا التخيل صحيح أم خطأ، وللأسف هذا التخيل الذهني قدر ظهورهُ بأنه شيء بسيط؛ لكنه بالحقيقة شيء كبير ويجعلك تنظر للناس بنظرات غير صحيحة، ويسبب مشاكل كثيرة بينك وبين الناس، وربما تخسر بعضٍ منهم بسبب تخيل بسيط منك لموقف غير مفهوم/ غير مُكتمل.

٢- الحكم على الشخص دون تأكد أو وجود دليل قوي: وبُناءً على التخيل الذهني الذي يفعلهُ العقل سواء كان تخيل إيجابي/ سلبي؛ فللأسف يجعلك تحكم على المرء حُكم غير عادل دون تأكد، أو وجود دليل قوي وملموس حتى؛ بمعنى أنك ربما حدث موقف ما مع شخص مُقرب لديك؛ ولكنه غير مُكتمل ثم بدأت بتخيل ذهني لموقفٍ بشكل الذي تريدهُ أن يكون، دون تفكير بالصواب والخطأ؛ ثم تم خلق سوء تفاهم بينك وبين ذلك الشخص المُقرب، ولكن سوء التفاهم هذا بداخلك أنت فقط دون إخبار أحد بهِ؛ ثم مع مرور الوقت والصمت عن التحدث وبُناءً على التخيل الذهني قمت بالحُكم على هذا الشخص المُقرب لديك بطريقة خاطئة وربما بسبب ذلك الحكم الخطأ، الذي خُلق دون تأكد أو وجود دليل قوي بدأت تكره ذلك الشخص، وتريد إخراجهُ من حياتك؛ حتى دون أن توجه له الأسئلة وتتأكد بشأن التخيل الذهني والحكم الذي أطلقتهُ عليه.

هل هذا صواب؟ هل الموضوع كبير لهذه الدرجة؟

الإجابة السؤال الأول: لا، هذا ليس صواب أن تتخيل شيء غير مكتمل بذهنك وتكملهُ ثم تحكم على أحد دون تأكد أو وجود دليل، أو حتى تقم بطرح الأسئلة عليه لإزالة الشك وإضافة اليقين.

إجابة السؤال الثاني: نعم، الموضوع ربما تراه صغير، وربما ترى تلك المواقف غيرة وطفيفة؛ ولكنها بالحقيقة جمرة نار لتدمير العلاقات، وإنكسار المرء من داخلهِ؛ بالحقيقة هي طبقات رقيقة ولكن عند تجمعها تكون كالجمرة النار، التي تظل بداخلك تشتغل من فراغ ثم تقرر أن تقذفها بهذا الشخص؛ لإحراقهُ بنار ليست من صنعهُ، وتحطيم مشاعرهُ وقلبه، كرامته بسبب الإتهامات الذي يخلقها العقل من حيث التخيل الذهني؛ لذلك إحذر من جمرة النار التي سوف تأكلك بجانب تأكلها للناس، التي تقذفها عليهم وإحذر من الظلم لأن ألمه لك وللمظلوم سيكون أقوى من ضربات الحياة بك.

عن المؤلف