كتب: محمد يسري
استيقظت صباح اليوم، في عتمة ظلام غرفتي؛ لكنّها لا تبدو كما سرت عليها العادة، نهضت من الفراش ونظرت إلى الأمام لأجد أخي منتصبََا أمام الباب، قال لي: هيا، ننتظرك في الخارج.
غسلت وجهي، وهممت إلى غرفة المعيشة، لأجد والدي ينهمُ من رأس أمي، فزعت و وقلت لأبي: ماذا يحصل؟وماذا تفعل؟
المنظر باعث للإشمئزاز، شيئًا خالٍ من العيون في طبق على المنضدة.
نظرت إلى الخلف؛ فرأيتُ مرآة الحمام في الطرقة، ونظرتُ لأخي الذي لم ينزل تلك النظرات عني، كان عاريًا بلا أُذنيه.
فتعالت ضربات قلبي، وآخذت يدي ترتعش، دون أي سلطان مني عليها.
فكل ما كنت أحسّ به كانت القشعريرة على جسمي كله، وكان باب الثلاجة مفتوح، وكانت مملوءة بلحم ودم غامق مائل السواد.
وقعت عيني على المرآة، إذ بأبي و أخي يهرعان علي، فصحت بهم: ما بكما؟ أنتظروا، ماذا تفعلان؟!
تسارع كل منهما نحوي، قلبي حينها كاد ينقلعُ من صدري.
فررتُ إلى غرفتي التي تحولت إلى ما يشبه المذبح أبصرت؛ فلم أجد ما أحيدُ إليه، عدا مكان واحد.
دخلت إلى الخزانة، وأغلقت عليّ الباب.
فاتت نصف ساعة وأنا بالداخل، أستعيذ بالله وأرجوه أنْ ينجدني.
خرجت من الخزانة، وبصرت برجل ممسك بهاتفه وكأنه يقرأ شيء ما.
سألته: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟!
فرد عليّ: أنا مانوي…
_ما بك؟
_ كنتُ أقرأ كتابًا فيه يخرج البطل من الخزانة؛ فيغتاله والده بالسكين من رأسه، وسمعتُ تنهدات تأتيني من الخلف.
المزيد من الأخبار
ولنا مع الاكتئاب حكاية
فراشة الظلام
تمني