الكاتبة: رضوى سامح عبد الرؤوف
يوجد آلات قاتلة كثيرة، ولكنني لن أقصد الآلات الحادة “السكين”، إنما أقصد الآلات الداخلية للإنسان “المشاعر”.
ومن الآلات القاتلة( الخوف): أن الخوف شعور مؤذي، بل مُدمر للغاية يتولد معنا بالحياة؛ ولكنه لا يظهر إلا بالمواقف/ المشاكل الصعبة.
أن الخوف يُصنف أو بمعنى أوضح أنا أعتبرهُ آلة وليس مجرد شعور؛لأن المشاعر بداخلنا دائمًا سواء جيدة/ سيئة، ويمكن التحكم بها إلا شعور الخوف؛ عندما يتمكن منَّا تتحول حياتنا لجحيم، ثم يبدأ الخوف يتآكل بداخلنا من كل شيء سواء “نفسية، مشاعر جميلة، شخصية، تفكير، ….الخ” تظل آلة الخوف تتآكل بكل شيء جميل بداخلنا؛ حتى تقضي عليه للأبد، أو تحولهُ لرماد يتطاير فقط بوجود الهواء؛ ولكن آثارهُ تظل بداخلنا حتى تدعم “تأنيب ضمير” تجاه أنفُسنا لتُدمرنا بشكل تام، أو مثل: آلة القماش التي تكون وظيفتها تحويل القماش إلى ملابس، مهما كان كميتها أو أشكالها؛ والخوف كذلك يعمل على تدمير المرء بداخلهُ تدريجيا ويتآكل بكل شيء بداخلهُ، حتى يصل التدمير للخارج من حيث: “الشخصية، الأسلوب، طريقة تفكير، …الخ”.
أن الخوف يقضي على كل شيء جميل بداخلنا، حتى أنه يُبدل شخصيتنا ويجعلنا نتحول بشكل كامل، وسريع، وغير ملحوظ لنا لدرجة إننا لا نُلاحظ أي شيء بأنفسنا؛ إلا عندما تبدأ مرحلة الإنهيار، لا تنصدموا أيها القُراء للأسف هذه الحقيقة؛ أن الخوف آلة قاتلة تظل تضغط على المرء بداخلهُ، حتى يظهر هذا التأثير ويصبح داخلي وخارجي؛ ثم يُدمرك ويجعلك تصل لمرحلة الإنهيار التام.
ونادرًا جدًا عندما تجد أحد يقاوم هذه الآلة وعملها المُدمر بالإنسان، ويستطيع تحويل آلة الخوف لآلة دعم لتخطو للأمام دون أي تراجع أو تأنيب ضمير عن أي شيء تفعلهُ بالحياة.
المزيد من الأخبار
المثالية الزائفة
بئس التغير
لا تحرق نفسك من أجل الآخرين