كتبت: آلاء محمود عبد الفتاح
ومع طوالع النجوم في كنف ذلك الفناء حدث الكثير من الأمور الغامضة، فتاة في الثامنة عشر من عمرها، وحيدة في منزل كبير، فلا شيء قادر أن يمسح عن ملامحها تعاسة الماضي إلا أحلامها، فأصبح لا يوجد شيء سواها؛ تلك الأحلام التي لا تنتهي في خيالها وتفكيرها دومًا، بجانب أهدافها التي عاشت ومتلازمة على تخطيطها منذ مجيئها هذه الحياة، لا يوجد أشياء تسعدها سوى أنها تصل إلى ما تود، فالجميع تخلوا عنها في جميع المحن والصعاب، وبالتالي فقدت الثقة في جميع البشر حتى في نفسها، بسبب ما مرت به طوال عمرها، فلا يوجد لها أي ذنب سوى مجيئها ذلك العالم الذي لا يشبهها أبدًا، عالم سودوي، كل ما يهمه نفسه ومصالحه التي يتلهفون خلفها معظم الناس، تلك الفتاة وحيدة رغم صفائها وجمالها، يمكن أن أقول أنها زحيدة وسط جميع من البشر المتواجدون حولها، وتحاول جاهدة ومرارًا أن تختبئ من البشر، فأين يباع النسيان؟!
حتى تمحي جذوة الذكريات التي تلازمها دومًا وتحزنها، كفى دموع، فقد جفت من كثرتها ولا يوجد سوى القلب التي يتمزق تدريجيًا؛ بسبب تلك الآلام، وتخفى انهيارها من عيون الناس مهما حدث، ذاقت كثير من المرار وتائهة في ذلك العالم الخفي الذي لم تعرف خباياه، فهي الآن تريد الحديث عن ما بداخلها، ولا يفهمها أحد، والجميع كَل ومل و لم يفهموها، ولكنها تريد البوح وتوضيح الحقيقة المدفونه في أعماق قلبها، ولكن تخشى من كل شيء، تتظاهر بعدم خوفها من المواجهة، ولا يوجد أحد في قوتها، ولكنها تتألم وتخشى المواجهة دومًا، حتى لا تفقدها أناس آخرين، كفى الذي رحل! ولكن في الحالتين الفقد بيد الله واللقاء بيده أيضًا، فلم يوجد لها أحد يفهمها ويعلم خفاياها سوى الله، بل كل صعب سيزول، وكل حزن سيمحى، وكل كسر سيجبر، وكل يأس سيرحل؛ وذلك فقط بعسولة الكلام وجماله، لم يخسر المرء شيئًا إذا أحسن كلامه مع الآخرين، فجبر الخواطر أمر ليس بهين؛ بل أنه عالم للسعادة وفتح طريق للتفاؤل، بكلمة فقط ستجدد الشغف لإنسان قد فقد شغفه في الحياة، بكلمة فقط؛ ستداوي جروح قد ملئت قلبًا وأرهقته، فكل هذا كفيل بإيضاح الحب والتعبير عنه لمن يستحق وحينها ستفوز بالدنيا وما فيها وبالآخرة أيضًا، لكنها رغم كل هذه المحن لاتيأس، وتخلق منها منح جديدة تتجدد مع شروق كل شمس يوميًا، وتظل تسعى حتى تعلوا بأحلامها إلى الأفق.
المزيد من الأخبار
هوس الأنا
لا أرى
أن يعانقني أحدهم