كتبت: علياء زيدان
أقوى فتاة في الوجود، صاحبة الأحلام والطموح، الجميلة بلا شبيه، واثقة الخطى بغير تيّه، حادة الطباع بلمحة الحنان، سيدتي الأولى والوحيدة، صديقة الجميع دون رفيق، حلوة الحديث في حُزنِها، إليكِ يا أنا، إلى علياء التي لم تفقد الأمل وإن حدَثتْ بغير ما فيها، باسمة الثغر حتى في البكاء، من تلمح الجمال في كل ما حولها، مُحبّة السيّر تحت قطرات المطر، الغريبة بذات الأُلفة بين الجميع.
أُحبّك، أُحبّك وإن كُتبت بكل لغة وجدت في العالم.
أطبع على وجهك قُبلة تُعبر عن كل صبّر طويل مررتِ بِه دون خوف أو يأس، قُبلة لتلك البسمة حين زاغت الخطى عن سيّرها، قُبلة على وجنتيكي الورديتين، قُبلة لتمسح كل البكاء طيلة الليل، ولمسة حنان لهما تمحو أثار البكاء، وأحضان تغمر الوحدة أُلفة و ونسًا، بسمات فخورة بعلياء التي لم تسقط طيلة الطريق. أحتضن روحك التي تبكي وحدها دون دموع، كثير من الشجن بصفوفٍ لجميل الكلام من بين اليدين، قُبلة لكلتيهما، قُبلة لكل الحديث في الكتاب، قُبلة للعينين اللتين سهرتا الليل في نحيب، قُبلة لهما على كل ورقة كتاب كُتبت وكأنهما يرسمان الكلام.
أحتضن خوفك في الطريق الشائك رغم وحدتنا ولكننا معًا، رفيقتي دون الناس، أختي وبُنيتي وأمي وكلهم أنا، أنيسة ظُلمة الليالي والعويل في صمتٍ طويل.
كل حلو الكلام من بين ثغرها لها، طيبة الأثر أينما حلّت خُطاها، مُحاربة على أرضها، لا تترك شيئًا مُقدرًا لها، تسعى دون خوف بل بدرعٍ من الله.
يا رفيقتي في محطتي دون وصول، حبيبتي الأجمل في الوجود، إليكِ صفحات من الغزل في كل التفاصيل، إليكِ تطويع كل بيوت الشعر العربيّ فيكِ فخرًا.
صاحبة الكُتب والقلم، صاحبة الكلمة والسطور، صاحبة الرسم والحديث وكل ما فيه تبرعين، بارعة حتى في رسم ضحكات الأخرين دون جهود.
سنة مرّت بكل ما فيها من قسوة و حُزن، مرّت وها أنتِ هنا أقوى وأحنّ، تعرفين معنى الحياة دون يأس ونحيب، لا تسقطين بل تقفين بشموخ في سفوح الجبال، فلا يليق برفيقتي غير الدرجة الأولى والصف الأول.
أعلمي حبيبتي، أن قطار الصبّر الذي نحن فيه وإن طال؛ سيصل لنهايته، وكل محطة في تأخير؛ خلفهم جميعًا الجبّر الذي سُينسينا الظلام الحالك في كل نفق، سننسى وحدتنا في كل محطة، سننسى كم انتظرنا، سننسى كل ما مررنا بِه وما عانيناه. الصبّر ثم الصبّر الذي نهايته جبّر، فلا تنسي ما عانيناه، ولا كلمة من مُحبط، ولا شعور قاسٍ عانى منه فؤادك صغير الحجم كبير الشعور هذا.
أُحبّك وإن سُمع صداها في ربوع العالم، من شرقه لغربه، من شماله لجنوبه، يا قوية الدفاع في حربٍ طويلة، ها أنتِ هنا، رغم حداثة السن؛ ظلّكِ هُنا.
يومًا ما ستحدقين باكية للسماء قائلة: ها أنا يارب سعيت، وبجلالك كللت السعيّ بالوصول، فالحمد لله الذي أعطاني خير ما سألت، ومنع عني شّر ما تمنيت.
المزيد من الأخبار
عن الياسمين
أسرار سجن صيدنايا؛ الوحوش البشرية
أزمة ثقة نحو النور والسّلام