كتبت: ندى صلاح
_حينما تغيب آخر خيوط المنطِق
وراء آخرِ إشراقةٍ تأتي من المشرِق!
لا يزال جالسًا…يجول التشتت والتيه أرجائَه.
تحمله رياحُ اللا واقعيَّة للشرقِ تارةً وللغربِ أخرى، إلى مالا نهاية.
أدركَ مدى حرجِ ما آل إليه حاله، فأمسك بعود ثِقابٍ؛ ليُنير هذا القبوَ المُقفرّ لسنوات، ظلَّ يتلو آيات الإرشاد تلاوةً باطنيةَّ قبل أن تكون ظاهريَّة، ينبُش عن ذِكرى توقظ بدورها عضوَه الراكد كركودِ أصحابِ الكهف، فيلوكُها بين ثناياه حدَّ الإذابة؛ ليمتصّها فؤاده فيُشفى سُقمُه، ويُعادَ جريان ذاك الراكد.
آثر على إقامة تلك الجلسة كُلما شعر بمدى انغماسِه في وحل الحياة وأكاذيبها، أكاذيبها البيضاءَ كما يُشاع.
يمتنعُ عن الانخراط في أيِّ شيءٍ ومعه، مُكتفيًا بذاته وبالوحدة، يُفضِّلُ البقاء حُرًا مثل ذرة غازٍ نبيل مُستقِّلّة بذاتها.
ولِمَ لا وعقلهُ أقرَّ بذلك أيضًا، عندما تتحدثُ باقي الأعضاء وخاصّةً ذاك المشؤوم، يلجأ للركودِ والتوقُّف، وكأنّه بذلك يختبرُ مكانته لدى صاحِبه.
ألم تصِلهُ الحقيقة بعد؟
لقد غفل عن حقيقة البشر، وأنّهم دائمًا وأبدًا يسعدون ويُذعنون لقرارت القلب، يركضون في كُلّ صوبٍ وراء الأوهام والخيالات التي يكون الاعتقادُ بها مُريحًا أكثر من أيِّ شيء.
إنّ وددتَ النظر إلى مُشكلةٍ ما بمنظورٍ بعيدٍ جدًا، بالكادِ يُمكنك رؤية القشور، فيكون القلب هو الرائِدُ الأمثل، والعامل الماهر في مثل تلك المُهِّمة…
_كُسر غُصن شجرة!
حتمًا إلصاق الجزء المكسور سيَفي بالغرض.
تشبهُ حلوله كتابة إحدى المُعادلات الكيميائِية دون وزن، وكأنَّ جلَّ ما يُهمه هو إخراج ناتجٍ للتفاعل لا أكثر!
على الجانب الآخر..العقل.
_كُسر غُصن شجرة!
حتمًا تحتاج إلى من يروي ظمأها، ولا بأس ببعضِ السِماد، وأخيرًا بعضٌ من أشِّعة الشمس، سيُكلِّفُ ذلك كثيرًا، ولن يرجع الغُصن المكسور، ولكن على الأقلّ بذلك سأتفادى أية خسائِر مُستقبليّة، وأظنُ ذلك سيَفي بالغرض.
_أتعلم؟
حلول القلب والعقل، تُشبه إلى حدٍّ كبير الحياة والموت، فالحياة كذِبة، ولكنها جميلة، والموت حقيقة، ولكنها مؤلِمة.
______________________________
لقد سمعتُ أنهم ينتظرون أن تتِّم مُهاجمتُنا من أشباهنا في العوالم المُوازية بصُحبة الديناصورات!
ولِمَ لا، لا شيء مُستحيل…
ولذلك قد تكررتْ جلستهُ تلك كثيرًا في الأونةِ الأخيرة، اعتادها وأصبح يألفُها، ولم تعُد غرفته قبوًا..
في تلك الجلسة تحديدًا فقط يستدعي عقله؛ ليأخذ الحلول..لامجال لأخطاءِ ذاك الأحمق، سنستدعيه لاحقًا..أعانته تلك الجلساتُ كثيرًا، حتّى وإن كانت مُرّة، وما الحلوّ في هذه الحياة؟
أدركَ أخيرًا أنّه يملك كنزًا ثمينًا لم تمتلكه البشريَّةُ بعد، أدركَ أنّ باستطاعته التنزُّه بين الفيْنةِ والأخرى في مروجٍ مُختلفةٍ تُجدِّدُ نمط حياته بتوقيت العقل!
المزيد من الأخبار
الهربس وأعراض الإصابة بِه….فما هي عدوى الهربس؟!
المبدعة نهى غريب بين طيات مجلة إيفرست الأدبية
خلاصة لقاءات نفسية