الكاتب عمرو أبو الحسن في ضيافة مجلة إيفرست الأدبية

حوار: عفاف رجب

 

ضيفنا كاتب مصري من بلادٍ نرى فيها الحضارة المصرية القديمة، له حضور متميز وحيوي يتفنن في الكتابة بحرفة عالية، حضوره مؤكد في ساحة الكُتاب والأدب بجدارة وثقة، وكما قال مورغان ماتسون: “يمكنك القيام بشيء غير عادي وشيء لا يستطيع كثير من الناس القيام به، وإذا كانت لديك الفرصة للعمل على موهبتك، فإن عدم القيام بذلك يعد جريمة”، لذلك جئنا إليكم اليوم كي نسلط الضوء على تجربته الكتابية كان لنا مع “عمرو أبو الحسن” لقاءٌ خاصٌ.

 

صرح الكاتب عمرو عن شغفه الدائم وحبه للأدب وخاصة من الأدباء القُدامى، والتعلم منهم ومن طرقهم بالكتابة ومازال، ومنذ تجربته الأولى في الكتابة كان يُحاول أن يبذل جهدًا كبيرً بأن تكون أعماله في مستوى عالي لكُل القُراء، وهو الآن معنا نتعرف أكثر الكاتب وأعماله.

 

_ الروائي “عمرو أبو الحسن” غني عن التعريف، وبرحلته الأدبية المليئة بالأحداث؛ نود أن نطلع أكثر على كون عمرو أبو الحسن كاتب روائي أول، كيف كانت بداياته بمجال الأدب، ومن هو الإنسان والدكتور عمرو أبو الحسن؟!

في البداية اتوجه لحضرتكم بالشكر الجزيل على تشريفي بهذا الحوار.

اسمي عمرو ابو الحسن، وأعمل مدرسًا بكلية الطب جامعة أسوان. من مواليد مدينة قنا، بدأت دراستي في الأزهر الشريف ثم سافرت إلى الخارج وعند العودة لمصر التحقت بالثانوية العامة ثم التحقت بكلية الطب جامعة أسيوط حيث تخرجت. 

خلال فترة الدراسة بالجامعة كان لي مشاركات ضمن الأسر الطلابية وأندية الأدب بالجامعة. 

في الحقيقه لا اعتبر نفسي روائيًا، ولكني أحب الأدب وأحب الكلمة وأرى أن فن الرواية هو من أقدر الفنون الأدبية على استيعاب الأفكار والآراء ووجهات النظر مع وجود مساحات كبيرة للتعبير عنها وعرضها، فيمكن من خلال الرواية عرض ما يمكن كتابته في كتاب أكاديمي متخصص، ولكن بشكل قصصي يجمع بين التشويق والمتعة وينقل المعلومات المتخصصة إلى غير المتخصصين وبذلك نبلغ الغاية من الثقافة والأدب وهي تشكيل وهي عام صحي ومفيد للمجتمع.

 

_صُدر لحضراتكم مؤخرًا رواية “مير عنخ”؛ رواية نستشعر فيها الحضارة المصرية القديمة…كيف كان أجواء كتابتك لهذا الرواية؟! وطريقتكم في جمع المصادر؟ وكيف توفق بين الحياة العملية والتأليف؟

رواية مير عنخ يمكن اعتبارها رواية تاريخية وهي تتحدث عن فترة حرجة من تاريخ مصر القديمة وهي تلك الفترة التي قرر فيها الملك أخناتون تغيير الديانة المصرية المتوارثة من عبادة أمون إلى عبادة أتون وما ترتب على ذلك من تغيرات في مجالات عدة كالسياسة والاقتصاد والتجارة والفن.

وقد تناولت بعض الكتب هذه الفترة بالسرد والتدوين لكن معظمها لم تكن جميعها تناولت هذه الفترة من منظور الطبقة الحاكمة فتروي تلك الأحداث التي كانت تحدث في البلاط الملكي أو بين الملوك والأمراء في هذه المرحلة، لكن في رواية مير عنخ أردته أن أتناول هذه الفترة من منظور آخر وهو منظور المصري البسيط وبالتالي اخترت بطل هذه الرواية فنانًا أو نقاشًا يعمل في أحد المعابد الأتونية.

وستحكي الرواية كيف تأثر هذا الفنان بالمذهب الديني الجديد وكيف أنتقل من العاصمة القديمة إلى العاصمة الجديدة محاولًا الإسهام في بناء الإمبراطورية المصرية الجديدة لكنه بعد فترة من العمل يكتشف أن الأمور تزداد سوءًا وأنه لم يحدث تغير كبير في سلوك الكهنة أو البلاط الملكي. 

_يود الجميع أن يعرف بمن تأثر به الكاتب عمرو أبو الحسن، ولمن يقرأ دائمًا، وأيّة الأنواع الأدبية التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟

من أحب الأعمال إلى قلبي هو كتاب الأيام لطه حسين؛ فأنا من أشد المعجبين بلغة طه حسين وأسلوبه، وأرى أنه في روايته الأيام قد نجح بشكل كبير في وصف البيئة التي كان يعيش فيها خاصة الجامع الأزهر وطريقة التدريس فيه، ومعاناته للانتقال إلى الجامعة المصرية والحصول على الدكتوراة ثم السفر في بعثة إلى الخارج. 

ومن المؤلفات الفكرية التي أسهمت كذلك في تكوين بعض الأفكار لدي كتب الدكتور مصطفى محمود و كذلك مؤلفات الشيخ محمد الغزالي ومؤلفات عباس محمود العقاد وأنيس منصور، وكنت حريصًا كذلك على اقتناء بعض الكتب التراثية كألف ليلة وليلة والأغاني للأصفهاني وكذلك دوواين الشعر لعديد من الشعراء السابقين واللاحقين. 

 

_من وجهة نظر حضرتكم؛ هل الكتابة هدف أم وسيلة؟ و هل الموهبة وحدها تكفى ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد؟

أرى أن الكتابة متنفث يبث من خلاله الكاتب همومه ويتخلص بها مما يؤرقه، وهي أقرب أن تكون وسيلة لتكوين الزعي والتغيير أحيانًا. 

 

_بالعودة إلى روايات حضراتكم نجد رواية رُسل عقبر أحدث مشوقة والتى يُقال أن لكل شاعر عربي قرين من الجن يلقنه شعره، ما هذه العلاقة وكذلك شعراء الجاهلية مع أقارنهم كيف لبشر أن يُخال إليه كل هذا، هلّا تناقش بشأن هذا الموضوع؟ وبما تنصح الشباب الراغبين في تكوين أسمائهم بمجال الأدبي؟

رواية رسل عبقر فهي تهدف لإلقاء الضوء على الشعر العربي والجاهلي تحديدًا وذلك من خلال تناول الموضوع ميزوات الميثولوجيا العربية القائلة بأن لكل شاعر قريب من الجن يسكن في وادي يسمى وادي عبقر.

وقد تناولت الرواية من خلال هذا المنظور سير عدد من شعراء الجاهلية وأشعارهم والقت الضوء على عدد من الأحداث التي جرت في تلك الفترة وقد تناولت الرواية أحداثًا في خطين زمنيين متوازيين أحدهما في الماضي وهو ما يتعلق بالشعر الجاهلي والآخر في العصر الحديث وقد تم من خلاله إلقاء الضوء على عدد من معالم مدينة أسوان التاريخية والحضارة النوبية.

وإلى هنا ينتهي حوارنا مع الدكتور عمرو أبو الحسن، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح الدائم بإذن الله.

عن المؤلف