17 سبتمبر، 2024

قبلة الشتاء

Img 20231229 Wa0163

كتب: محمد النور عبد الله 

 

وسط محافل المثقفين، أهازيج الفنانين، ثرثرة المنتقدين، إنصات العاقلين، يُردد الببغاء أكاذيب السياسيين، أجر أذيال الحسرة أمامي، أُحدث ذاتي الأخرى، بأن الحاضر قد قُتل منذ أن باركته أيادي الطغاة.

 

ينبوع الأمن قد جفّ منذ أن قبلته نسائم الشتاء، غدا صحراء الظمأ؛ لا تشبع إلا بصرخاتِ غانية تُغتصب، تُعانقه دماء، مُشبعةً بالخوف، أرواح غادرتها الحياة منذ أن خطت على الأرضِ.

 

مهلاً، أيها الأمن:

كفاك وهماً، خوفاً من أيادي الطغاة، كن ثائراً، لا يخشى حملة السلاح، فهم المتخاصمون على أرضنا، مالنا بنصرهم، موتٌ بلا ذنبٍ، قتلٌ عن عمدٍ، قوةٌ بلا عقلٍ، بعهرهم عرفوا وبخبثهم تفاخروا، كن زاهداً يدعو للسلام، مُلحداً بعقيدة الهلاك، ينفر عنك الفناء؛ تلاعب الأطفال، تأوي العشاق، يخشاك الردى.

وداعاً سيدتي:

كانت سيدةً تتوق إلى سيدها، لتُشفى عند حجره، كانت تنتظر وبلهفة قُبلة الشتاء، إلا أن الحرب دبت، لتبتر عنها ما تبقى من أملٍ، نظرت بخبثٍ إلى السيدة؛ فتلاشى عنها ما كان يعتريها من عشق.

 

مهلاً أيها الوطن

سلامٌ على الذي إذا خط على ثراك أحياك كرماً وجود، سلامٌ من قلب مستهام، كفاكم أيها السادرون قتالاً فيه. خذوا كرهكم عنا، لكم الفناء ولنا الوطن.

عن المؤلف