المحررة: زينب إبراهيم
كما اعتدنا على مجلتنا المتميزة تستضيف المبدعين في مجال الأدب والذين خططوا لهم سبيل النجاح وساروا عليه بصبر ومثابرة حتى وصلوا إلى نهاية طريقهم وإن كان شاق لكنه يستحق هيا بنا نتعرف على كاتبة المتألقة لهذا اليوم.
-نبذة تعريفية عنكِ؟
اسمي بلقيس الجبوبي، وأكنى بأم ملاذ، وهذه الكنية عينها التي أنشر بإسمها حروفي، عمري ٢٦ربيعا من اليمن السعيد منطقة يافع بالتحديد.
– لكل كاتب في سبيله يرى العواقب والتي يستطيع مواجهتها وتكملة مسيرة ما هي الحواجز التي صادفتكِ في رحلتكِ الأدبية؟ في مجتمعنا مازال من ينقّص من الكتابة وينظر لها على أنها شيء من الماضي ولم يعد له في زمننا الحاضر أية قيمة وأهمية.
– كيف كانت مسيرتكِ الأدبية؟ فيها من العقبات ما ينُهِيها، من النجاح، والإصرار ما يُبقِيها صامدة..
– منذ متى وطأت قدماكِ مجال الأدب الشاسع؟ منذو وقت ليس بقريب.
– هل لكِ أن تشاركينا بعضًا من إبداع قلمكِ؟ طبعا سأشارككم آخر أعمالي وكانت عبارة عن قصة قصيرة.
كُنت أمشي بجانبهم خائِفةً جدًا، واطرافي جميعها ترتجفُ، ودقاتُ قلبي تتسارعُ؛ من فرط هلعي،و عيناي معصوبتانِ، أحمل بين يديَّ لوسي الصغيرة تبدو هي الأخرى خائفةٌ مثلي شعرتُ بِها وإن لم آراها بعيني، فجأة توقفنا وأخذ أحدهم لوسي مني، سمعتُ نباحها يملئ المكان، نزلنا الدرج وفجأةً أصبح لصوت لوسي صدى فأدركت أنهم أدخلونا أحد تلك الأنفاق المُرعبة التي حدثني عنها والدي كثيرًا، وأخبرني أن هؤلاء المجرمين حفروها بأنفسهم؛ حتى يهربون عن طريقها الأسلحة ويجعلونها مقرات عسكرية لهم، وسجون يضعون فيها أسراهم، لاحظت أن صوت لوسي أختفى فأدركت أنهم قتلوها؛ فهؤلاء لا يحبون تربية الكلاب ويعتبرونها نجسةً، بكيتُ بحرقةٍ حتى ابتل ما رُبطَ به على عيناي، أدخلوني إحدى تلك الغُرف، ونزع أحدهم الرباط عن عيناي، كان رجلًا ضخم البنية لا ترا منه سوى عيناه وجزءٌ بسيط من أنفهِ وثغرهِ وقال لي باللغة الإنجليزية بصوتهِ المُرعِب الذي ارتعدت منهُ أوصالي؛ من شِّدة ضخامتهُ ستكونين ضيفتنا هذه الفترة، لا تخافي ؛حتمًا سنُحسِنُ ضيافتكِ، ولاحت من ثغرهِ ابتسامةٌ مخيفةً ثُمَّ قال بكل برودة أعصاب طابت ليلتُك ثُمّ ذهب وتركني في إحدى دهاليز أنفاقهم أُصارِعُ الخوف من المجهول، وحزني على لوسي يدمي قلبي؛ فهي هدية أمي؛أهدتني إياها في عيد ميلادي الثالث عشر، انزويتُ في إحدى زوايا تلك الغرفة أبكي بحرقة على ما أصابني أنا وكلبتي الصغيرة حتى ذهبتُ في نومٍ عميقٌ، وأستيقضتُ بعد مدةٍ لا أعلم كم هي ؛ بسبب الرطوبة التي اشعر بها على خدي وأنفاسٌ شممتها من قبلِ فتحتُ عيناي بكل صعوبةٍ لأتفاجئ إذا بها لوسي تجلسُ أمامي….
ك/أم ملاذ الجبوبي
-من قدم لكِ الدعم في بداية سبيلك؟ أهلي بالتأكيد ومن ثمّ أصدقائي ومن قبلهم نفسي التي كافحة وآمنة بما تملكهُ من إبداع.
– ما هي أعمالك الأدبية؟ شاركت بعدة كُتب مشتركة وآخرهما كتابين عن فلسطين الأول بعنوان(لك يا فلسطين)وهو إكتروني والآخر ورقي بعنوان (روحًا تحت الرُكام) لكنه على قيد التجهيز وسيتم نشره عما قريب في ساحات الأدب.
– كيف قمتِ باكتشاف تلك الموهبة لديكِ؟
الحزن والحرمان هما ما يولِدان فينا الفن والإبداع.
– هل لديكِ أي مواهب أخرى خارج نطاق الأدب؟
نعم.
– ما هي مشاريعكِ القادمة في المستقبل؟ هل لنا أن نطلع عليها؟ مشاريعي كثيرة فالإنسان بطبيعتهُ كثير الأحلام، ومن ضمنها نشر كتابي الخاص.
– يا ترى ما هي اسباب اختيارك لهذا المجال بالتحديد؟ لأنه متنفسي الوحيد الذي أهرع إليه كُلما أغرقتني الحياة في بحار غوائلِها.
– ما رسالتكِ لكل من يتخلى عن حلمه بسبب النقض واليأس؟
الحياة كفاح ولا حياة بدون منقصات وعلى الإنسان أن يكافح وألا يجعل الحزن واليأس أن يقتلان العزم والأمل فيه.
– هل لكِ أن تطلعينا عن بعض من إبداعكِ؟
..
“التّبلُّد”
التّبلُّد هو نهاية عُمر المعاناة، عندما تصل إليه تأكد أنك أصبحت حُرًا، لن تخشى الفقد، والحرمان، ولن تستعبدك الأشياء؛ لأنك تعلم أنها غير مهمة، أو أنك قادر على تعويضها الآن أو غدًا، أصبحت شخص مطمئن يعلم أن في كُل خسارة رِبح، وفي كل مُصيبة نجاة، وفي كل بلاء رحمة.
تتعلم في هذه المرحلة أيضًا ترتيب الأشخاص في حياتك من حيث الحب، والثقة، والأمان.
لم يعد مُهم أن تثبت للعالم بأنك قوي، وناجح، تكتفي بشعور أنك عظيم في نظرك أنتَ، و بأنك مكتفي بذاتك، وتتعلم أيضًا كيف تخلق لنفسك السعادة من أبسط الأمور، كيف تستمتع بوحدتك، وتجعل لك عالمُا خاص بك وحدك.
الكاتبة/أم ملاذ الجبوبي
– ماذا يحدث إذا روادتكِ أحيانًا فكرة الاعتزال عن الكتابة؟
قد يحدث أن راودتني تلك الفكرة كثيرا ؛لكن ليس اعتزال بل نشر أي أني سأضل أكتب حتى يجف الحبر لكن قد لا أنشر تلك الحرف للعلن.
– من وجهة نظرك ما هي مقومات الكاتب المتميز؟
الإيمان بنفسه ومن ثم توفيق الله والاجتهاد على تنمية تلك الموهبة.
– من هو قدوتكِ في الوسط الأدبي والحياة عامة؟
أولهم نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن ثم أمي ربي يبارك لنا في عمرها، وأما في الوسط الأدب فهم كُثر منهم أدهم الشرقاوي وأحلام مستغانمي وأيمن العتوم وإليف شافاق وخالد حسيني…
– إن حدثت بينكِ وبين أحد الناقدين مواجهة هل تمتلكين القوة لخوض تلك التجربة؟ وما رسالتكِ له؟ نعم، لكل منا وجهة نظر ..
– ما رأيك في مقولة ” الإبداع يكمن في الكاتب وهو القادر على تنميته أو هلاكه”؟ اعتقد الإبداع يكمن في الإنسان نفسه سواء كان كاتب أو غيره وأكيد كل إنسان قادر على إحياء الإبداع في نفسهِ أو تهميشهُ..
-هل لكِ أن ترسلين رسالة لكل كاتب قرر خوض معركة النجاح، ولكنه يخشاها؟
لا تخشى المجهول فمن قرر الوصل حتما سيصل إلى مبتغاهُ، ودام حبِّركَ لم يجِفُ دعهُ ينسج حروفًا إن لم تشفيك حتما سيشفى بِها غيرُك.
– ما رأيك في الحوار؟
سعدتُ به كثيرًا، وشكرًا جزيلا لكم عليه فهو أكثر من رائع.
– ما رأيك في مجلة إيڤرست الأدبية؟ مجلة جميلة فيها من الإبداع والمبدعين ما يجعلها تخلِقُ في سماء الأدب بكل فخرٍ وسعيدة أني كنتُ إحدى روادِها..
وإلى هنا ينتهي حوارنا الشيق مع كاتبتنا المتألقة/ بلقيس الجبوبي (أم ملاذ)
آملين لها دوام النجاح والتفوق وأن ترى أحلامها القادمة حقيقة على أرض الواقع وليس امنيات في خاطرها إلى حوار آخر مع مبدعين الأدب العربي الذين ساروا على نهج القمة ونترككم اعزائي القراء الكرام مع مبدعتنا لهذا اليوم ولكم ولها مني ومن مجلتنا الغانية أرقى تحية.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية