حوار: عفاف رجب
“الكتابة شغف، يستطيع الإنسان من خلالها أن يلقي عن عاتقه كل ما يشعر بها سواء كانت لحظات فرح أو حزن، وايضًا يكتب كل ما بداخله ولا يلقي بالًا بأن أحدًا سوف يقرأها أو يعرف محتواها فهى مثل المكان الأمن الذى تستطيع أن تتحدث من خلاله مع نفسك بكل أريحيه”؛ هذا ما قالته ضيفتي العزيزة خلال حوارنا معها، لذلك جئنا اليوم لنسلط الضوء على مصباح جديد من مصابيح الأدب فإليكم.
الكاتبة دولت محمد، أمٌ لطفلين، هواياتها القراءة، وتحب كثيرًا كتابة القصص أو شعر، لم تواجه أي صِعاب أو مشاكل، بل حظت بالدعم والتشجيع من كل المحيطين بي، وخاصة أولادها فقد كانت تستمد منهم القوة والشجاعة التى تجعلها تستمر فى تحقيق ما حلمت به.
تحب البساطة، كما أنها تحب أن تصل أفكارها لجميع الناس بكل بساطة حنى يسهل على الكبار والصغار أن يصل لهم إحساسها والمعنى المراد إيصاله بكل سهولة.
وأشارت عن كيفية دخولها مجال الكتابة قالت: “صراحةً كان مثل حديث بيني وبين نفسي بما أني أحب الكتابة، وفي بعض الأحيان أكتب شعر لماذا لا أحاول أن أكتب قصص حتى وإن كانت قصيرة، وتفاجئت من نفسي وقدرتي على تحقيق الفكرة بكل سهولة.
وبعد ذلك كتبت أول رواية وهي ” نور المصباح”، حيث بدأت في كتابة أول سطر بها وتوالت الأحداث في ذهني، وبما أنها أول عمل ليّ كان شعوري غريب بعض الشيء، فلم أصدق فى بادئ الأمر، هل حقًة فعلتها، هل هذه هى كلماتى، شعور لا يوصف بكلمات، أما عن سبب اختياري لهذا الاسم أحببت أن يكون من داخل أحداث القصة وشخصياتها ففضلت أن يكون على اسم البطلة وهى نور ولقبها فى القصة هو نور الصباح فأسميتها بذلك الاسم.
بالعادة حين أبدأ فى شيء لا أضع له نهاية فالأحداث والمواقف وحتى النهاية تتجلى فى ذهني عندما أصل إليها، ونور الصباح هى أول وأحب الأعمال إلى قلبى تليها رواية “سراب”، حيث طورت من نفسي وأفكاري كثيرًا بعد أول تجربة.
تدور أحداث رواية “سراب” فى إطار غير تقليدي فلم أحب أن يطغي عليه الرومانسية المعتادة أو الإنتقام الشرس فأحببت أن يكون مزيج من الأمرين فسراب هنا وهي البطلة فتاة حالمة كانت تسعى للكمال فى الحب، ولكن تأتي رياحها بما لا تشتهي سفن أحبابها فقد عانت من الخيانة والظلم بل والغدر من أقرب الناس إلى قلبها ولكن القدر ساق إليها من إنتشلها من حزنها ويأسها وجعلها تستعيد حياتها الضائعة بل وساعدها فى الإنتقام ممن ظلموها وجعلها تنتصر عليهم.
وسميتها هكذا لسبب هو بسبب أني أحب أن يكون الأسم مبهمًا فلا أحد يعلم بعد بأن اسم البطلة هو سراب، فأحببت أن يكون الأسم غير مفهوم بالنسبة للبعض حتى يثير فضول القارئ لمتابعة ما بداخله.
وإليكم اقتباس من الرواية:
“فى إحدى ليالى الشتاء الممطره.. جلست سراب على إحدى أطراف شرفتها تتأمل السماء الملبده بالغيوم وتعانق أناملها قطرات المطر المتساقطة…تفكر فيما آل إليه حالها وتسترجع ذكرياتها المليئه بالأحداث المؤلمه التى لطالما آرقت نومها وحرمتها من الإستمتاع بإحدى نعم الحياة وهى النوم بدون حبوب منومه أو مهدئات.. وبدأت دموعها تتساقط على خديها الورديتين لتعلن بأنها قد تحملت الكثير حتى لا تصل إلى هذه اللحظه من إنهزام الروح”.
وحينما سُئلت عن مشاركتها لهذا العام مع دار فُصحى قالت: ” كان تعامل الدار ممتاز فقد لمست فيهم الصدق والأمانة وروح التعاون فلم يتركوا صغيرة أو كبيرة بالنسبة للعمل إلا وشاركونى الرأى فيها وبكل ود وإهتمام بالغ، كما أني أشكرهم على تعاملهم الراقى والمتحضر وإهتمامهم بكل تفاصيل العمل، وأتمنى لهم المزيد من النجاح والتقدم”.
وأشادت أن هدفها الأساسي من أعمالها هو أن يصل لهم نفس إحساسها أثناء الكتابة، وأن تجعل اللحظات التى يقرأونها فيها من أجمل لحظات حياتهم، وأن يظل شغفهم مشتعلًا لقراءة المزيد من هذه المصنفات.
تحب دولت قراءة الروايات وخاصة أرض زيكولا للكاتب عمرو عبدالحميد؛ ولذلك لأسلوبه الممتع فى سرد الأحداث يثير فضول القارئ لقراءة المزيد من رواياته فهو يستحق أن يكون أفضل كاتب فى العالم بالنسبة لها.
ترى دولت أن وجود السوشيال ميديا تغير مفهوم البعض فأصبح من السهل عليهم الحصول على كل ما يريدون من خلال هواتفهم، ومن المحزن بأنه لم يعد الإهتمام بالكتاب كالسابق فقد طغت الهواتف على كل ما جميل فى وجهة نظرها، فلم يعد للكتاب أو الكتابة فى حد ذاتها الإهتمام، كما ترجوا أن يهتموا قليلاً بالكُتاب وتشجيع الأجيال القادمة على إستخدام أقلامهم بدلًا من هواتفهم.
تُنهي الكاتبة حوارها وهي تقول: “أريد أن يعم السلام العالم أجمع، وأن تنتصر الإنسانية على جميع الأحقاد، ونصيحتي لجميع الكتاب أن يستمروا فى الكتابة وأن لا يعيقهم أو يمنعهم أحد عن نشر كل ما يشعرون به ويتخيلوه، وأخيرًا سلامي سيكون لأهلي، أكبر داعم لي فى حياتي، داعية الله أن يديمهم نعمة فى حياتى”.
وختامًا نتمنى نحن مجلة إيفرست الأدبية كل التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة دولت محمد لما هو قادم بإذن الله.
المزيد من الأخبار
الكاتبة “هبة إبراهيم” في ضيافة مجلة إيفرست الأدبيَّة
حوار مع الكاتبة: منة الله علي ( إلزابيل) في مجلة إيفرست
السيد الجمال في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية