كتبت:سارة عماد
في غمرة الليل الهادئ، نسافر بعيدًا عن الواقع الملموس، نخترق حدود اللاوعي بأفكارنا، ونتذكر كل ما مضى، وفي غمضة عين، نستلقي تحت أغطية الظلام، ونترك للأحلام الحُرية بأن تبدأ رحلتها الطويلة، شمسٌ مستعرة في سماء ذاتها الأسود، ترسم لوحات لمسيرتها النحو النسيان، نغوص في بحر الأفكار السوداء، ونترك للعقل لمرتع نسيانه، تخفق الشوارع في نعيم الهدوء، لكن ضجة الأفكار لا تهدأ، تتعالى فوق أصوات الليل وتغزو قلب الروتين المتعب، تجلس في صمت، وتلهث خلف النجوم المغادرة، التي أصبحت بعيدة جدًا لنختل سويًا تداخل الألم والأحلام في غياب الأمل، وتسابق الدمعات خانة الوجدان، كأن القلب يخيفه الصمت، فقد صار ينادي على النسيان بصوت منهك، ويصرخ ألمًا غاضبًا، تتّسم الليالي بالسواد العميق، يكاد يأنس في قلوبنا، فنبحث عن طرق للفرار عن الحقيقة، لا عن النسيان فقط؛ بل عن الهروب من بؤس الحياة التي صارت مألوفة؛ فالنخرج عن الواقع.
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ