كتبت: سارة عماد
في عمق الحزن والألم، استرقت روحي النظر إلى الماضي؛ لأرى وجه أبي الذي فقدته، فأبي لم يكن مجرد شخص؛ بل كان ملاذي، وملاكي الحارس، أصل قوتي، وثباتي، كان هو الطريق الوحيد الذي يمنحني الأمل لأنتزع الحياة من جحيمها اليومي، كان لديه قلب طيب يعطي دون حدود، ولا ينتظر المقابل، ورجولة تسابق نور الشمس؛ لتزهو في سماء الأمان، لكن فجأة، تلاشى كل هذا النور، وانعدم الدفء، صارت عيناي الباحثة عن وجهها الحبيب تعاصر الظلمة، وصرخت روحي في حيرة، واضطراب، تبددت الألوان الزاهية من حولي، وتحولت إلى درجات رمادية سوداء، لقد فقدت بوصلة حياتي، وصرت أشعر بالغربة، فالمشاعر التي يفهمها الآخرون لم تعد تلامس قلبي المكسور، أتساءل أين هو، أين رحل؟
وهل تواجدي يخطف منه البسمة؟! أم تحبر عيونه على الدموع؟
زمانٌ كان يغمرني بحنينه، وأختبئ في حضنه، لكن اليوم، يتمايل الحنين مع كل ساعة تمضي، ويأخذني إلى ذكريات ضائعة، أحمل في قلبي رغبةً شديدةً لحظر الزمن في مكانه، لآخذ منه طارئ جديد من حضنه المفعم بالأمان، ولكن الحياة تسير بخطواتها المتسارعة دون أن تهتم بدموعنا المتساقطة، انتزَعَ الماضي من بين يدي، وبقيت أنا متلاشية، فلا أحد يشعر بألمي وحيرتي، ويعاني من نفس وجع قلبي بصمتٍ مرير غير الذي مَرَّ بنفس هذا الوجع.
المزيد من الأخبار
وحدتي
لعبادة
غذاء الروح الجلي