5 ديسمبر، 2024

زن ولا تميل

Img 20231205 Wa0062

“زِن ولا تميل”

كتبت: ندى صلاح.

 

أسمعُ أنا أيضًا تلك الأصوات الّتي تفتك بك ليلًا بلا رحمة أو هوادة، ربما هي تلك الأحداث الّتي تركت بأجوافنا ندبًا ترى جليًّا بلا عناء، شعور قوي بأن ما تؤول إليه الأمور يرافقكَ من حيث ما يحدث لك أيضًا،

غير متّزن عقليًّا، نفسيًّا، عاطفيًّا، وحتى في أدوراك على هذه الحياة بداخل مجتمعك!

الخطب جلِل، وجليّ، وواضح وضح الشّمس بعين الرائي!

لست وحدك، كلّنا على تلك المركبة المثقوبة من أغلب أركانها.

لست وحدك، كلّنا قد أصاب أعيننا كثرة الشّوائب.

لست وحدك، كلّنا ضاقت صدورنا وضقنا ذرعًا من تلك الأوضاع.

لست وحدك، كلّنا أردنا العيش بسلام، لا تتخطى همومنا الحفاظ على بيت نقيم أعمدته وأركانه.

لست وحدك المُصاب..

لست وحدك المُلام رغم تخليتك..

لست وحدك!

زِن حياتك أولًا ثم اقلق لحياة الآخرين، رتب معادلتك جيدًا، اعطي ما معك من بذلٍ حتى تجني.

حياتنا ليست ولن تكون منصفة يا صاحبي، ليست ولن تكون.

لكن خالقك منصف، عادل، رحيم، لا يكلّف النفوس إلّا طاقتها ووسعها!

يريد بك خيرًا، لم يوجدك على هذه الدنيا إلّا ليجزيك أجر ما عانيته، بذلته، أصبت به، أراق دماء عقلك لكثرة التفكير!

إن لم تكن الدنيا ذاك الميزان الّذي يقدر ما عملته لتواكب الحياة؛ فلنا ربّ أدق ما يأمره ليكون، فإنّه يكون بميزان محكم!

حاشاه ربي أن يراك حزينًا وألّا يجبر قلبك بلطفه، حاشاه.

ادع أن يصلح ربك حال هذه الأمة، ولا تأخذك الأوضاع في تيّارها، الكلّ ذاهب وفاني ونحن ذاهبون..

عن المؤلف