كتب: نور إبراهيم
وإن سألتني كيف أصبحتِ؟
فإني تهت مني مُوغل في سرية مُتأففةٌ من وهج أحزاني، فاليوم أبكي على ما فاتني أسفًا ولا أفصح عمَّا أصابني من ألمٍ.
حتى أضحى وجعي بالصمتِ لا يزولُ، أما ترَ الفؤاد هاربًا في فيافي الغيب دامِيًا؟ بتُّ أستقي الهموم غَدقًا فمَن المُلام إذًا؟
مَن الملام في تركِ الظلام يَحُوم حولي؟
يَمضي عامٌ بعد عامٍ، ومازالت أنظر إلى حلمي الذي بين قبضة يدي؛ لكنه أصبح حُطامًا بَقايا من حريقٍ ثار في القلوبِ مُشعلٌ.
حتى تعثرت انفاسي بين ضلوعي؛ فهذا أنا بعض مِن رياح ديسمبر العَابث، ورماد من فتات الأحلام المُتناثر.
أصبحتُ حُطامًا وفي صمتٍ عاصفة تَخبو أنفاسي مُرتجفة؛ فثمة صوتٍ حادٍ في رأسي يصاحب الليل وحروفي الحَيرَى المتوارية بين دفاتر الكتمان.
لقد سئمتُ من الحياة بلا حياةٍ؛ فلا أنا أنا، ولا الزمان هو الزمان، فلا ديمومة لشيء واحسرتاه على عمر ضاع والويل على حَاضره الذي أصبحَ كماضيه.
ديسمبر هذي المرة لا تُرخي بي اللجام لا تجعل تلك الليالي الواحدة والثلاثون إيذانًا باحتضار أحلامي.
كفى فالروح تَرجو رحمة، ولم أجد مُغيثًا، فمن لها إذًا؟
المزيد من الأخبار
عن الياسمين
أسرار سجن صيدنايا؛ الوحوش البشرية
أزمة ثقة نحو النور والسّلام